بين اختيار مساراتها وتجنب الاصطدام.. كيف تحلق الطائرات في السماء؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتحكم الكابتنجيمس باسنيت بطائرة "إيرباص A380" العملاقة على متن الخطوط الجويةالبريطانية، محلقاً بهدوء فوق شمال الأطلسي، بينما يستمتع أكثر من 450راكباً بخدمات الطائرة، أو يشاهدون فيلماً ما، أو يأخذون قيلولةخلال رحلتهم الليلية من بوسطن إلى لندن.
وبينما ينعم الركّاب بالتقنيات الحديثة، والراحة المطلقة المتوفرةعلى متن رحلتهم، يجهل الغالبية أن طائرتهم المحلقة في السماء، هي فيالحقيقة واحدة من بين مئات الطائرات الأخرى المتجهة إلى أوروبا منأمريكا الشمالية.
وفي كل ليلة، تحلق مجموعة من الطائرات في السماء متجهة إلى الشرقعبر المحيط الأطلسي. ثم بعد ساعات قليلة فقط، تتجه الرحلات إلى الغربمجدداً، محملة بآلاف المسافرين المتجهين إلى مطارات الولاياتالمتحدة الأمريكية وكندا وغيرها. فكيف ينجح باسنيت بالتنقل عبر الغلافالجوي والمحافظة على طائرته من طراز "إيرباص A380" بأمان، بعيداً عنالرحلات الأخرى التي يتشاركها الطيران في الأجواء؟
وفي نظام يشبه الممرات المنظمة، تنظم مسارات شمال الأطلسي،والتي هي مجموعة من الطرق السريعة الجوية الافتراضية "طرق" قيادةالطائرات، تحت مراقبة مزودي أنظمة الملاحة الجوية المجاورة، مثل"NAV،" في كندا، و"NATS" في المملكة المتحدة.
وتعتبر المسارات هذه ديناميكية في شكلها، إذ نادراً ما تكون ذاتهاكل يوم، وتختلف كلياً بناء على الرحلات المتجهة من الشرق إلى الغربوالغرب إلى الشرق. وبناء على شبكة خطوط الطول والعرض، يقطع كل مسارجوي إلى خط واحد، لعبور المحيط الأطلسي.
ويقوم يومياً مخطط محيطات من مركز التحكم في "ناف" بمراجعةالمعلومات التي توفرها شركات الطيران للرحلات المحددة، من طلباتالمسارات المفضلة إلى مستويات الطيران.
وثم تستخدم نماذج حاسوبية متطورة، لإنشاء سلسلة ممرات متجهة إلىالشرق، من أجل الرحلات المسائية التي ستغادر أمريكا الشمالية بعدحوالي 12 أو 14 ساعة.
وفي الوقت الذي تبدأ فيه هذه الرحلات بالاتجاه إلى أوروبا، يبدأفريق "NATS" في شانون، وإيرلندا، وبريستويك، واسكتلندا بالعمل علىمسارات اليوم ذاته المتجهة غرباً، باستخدام إجراءات وعمليات حاسوبيةمماثلة.
وبمجرد أن تنطلق طائرة "A380" فوق المحيط الأطلسي على مسارهاوارتفاعها المحدد، تنطلق داخل "صندوق خيالي" للتأكد أنها ستبقى بعيدةعن الطائرات الأخرى، بأمان.
وخلال رحلاتها، يتمكن طواقم الطائرات ومسؤولو التحكم المختلفينبالتواصل مع بعضهم البعض عبر أجهزة الراديو عالية التردّد، حيث تقومكل رحلة بإرسال بيانات ومعلومات موقعها كل 14 دقيقة.