كيف تعاملت مذيعة مع حالة فقدان السمع عقب الولادة؟
عملية ومخاطر
وعلى الرغم من عدم وجود علاج، اكتشفت أن هناك عملية يمكن أن تصلح سمعي. ولكن هناك مخاطر، ففي حالات نادرة قد تتسبب العملية بشلل في الوجه، أو تؤدي إلى الإصابة بالدوار بشكل دائم، أو قد تسفر عن الإصابة بالصمم في الأذن التي خضعت للعملية الجراحية.أقلّب القرار في عقلي، وأتصارع معه، كنت في منتصف العمل على سلسلة حلقات إذاعية بعنوان "النفق 29"، حول الهروب من تحت جدار برلين. تبدو فكرة فقداني السمع في إحدى أذني مخاطرة كبيرة، وقررت عدم إجراء العملية.كانت الأشهر القليلة التالية صعبة. حاولت استخدام سماعات خاصة، ولكني كنت أجد صعوبة في التفريق بين الكلام وبين الأصوات الموجودة في الخلفية. ثم بعد أن أظهر اختبار آخر أنني فقدت قدرا أكبر من السمع في أذني اليمنى، قررت المضي قدما وإجراء العملية. إنه صباح بارد من أيام شهر مارس/آذار، وأنا مستلقية في غرفة العمليات في المستشفى الملكي لأمراض الأنف والأذن والحنجرة. سيكون على جيريمي لافي، جراح الأذن الذي يجري عمليتي، أن يصل بطريقة ما إلى عظم الركاب في أعماق أذني. يثني طبلة الأذن للأمام، ثم يلتقط جهاز ليزر صغيرا، ويوجهه إلى العظم الصغير، وهذه هي اللحظة الحاسمة. إذا تحركت يده بمقدار ميليمتر، فقد يصاب وجهي بالشلل، أو قد أفقد حاسة السمع بالكامل في أذني.شغّل جهاز الليزر. تحررت عظمة الركاب، ثم أخذ عظمة ركاب صناعية صغيرة، ودفعها عبر قناة أذني، وألصقها بالعظم. فجأة، أصبحت أستطيع أن أسمع من أذني اليمنى. موسيقى خفيفة، الأحاديث المنخفضة بين الطاقم الطبي، والصوت المعدني لارتطام الأدوات الجراحية بالصواني. يبدو الأمر وكأنه معجزة صغيرة.ثم بعد ساعتين، بينما كنت أستريح في عنبر المرضى سمعت فجأة ضوضاء في أذني اليمنى، كانت عالية بشكل لا يصدق، وتبدو كأنها صفير غلاية الماء. تذكرني ممرضة بأنه من الممكن سماع أصوات غريبة بعد العملية، ولكن في تلك الليلة، استمرت الضوضاء، صوت جديد غريب لا يشبه طنين الأذن المعتاد، الذي أعاني منه منذ سنوات.وخلال الفحص الطبي بعد أسبوعين، أوضح لي جيريمي لافي أن العملية في 90 في المئة من الحالات، تقلل طنين الأذن أو تزيله. لكن 10 في المئة من الأشخاص، لا تتحسن مشكلة الطنين لديهم، أو قد يزداد الأمر سوءا. والسبب غير معروف.يستمر صوت صفير الغلاية العالي بحيث يصعب علي التفكير في أي شيء آخر. أصبحت أعشق الضوضاء. أصبح مترو أنفاق لندن مكاني المفضل حيث يضيع صوت الصفير في هدير القطارات. ذات مساء كنت في المنزل مع الطفلين. كنا نقلب صفحات كتاب مصور، وابنتي ماتيلدا تساعد سام في كلماته الأولى. وبينما كان يتلعثم بكلمتي "قطة" و"بطة"، كنت أتمنى أن أسمعه من دون صفير. في تلك الليلة عثرت في الإنترنت على منتدى خاص بطنين الأذن. نشرت رسالة هناك، ورد الناس بنصائح - التوقف عن شرب الكحول، وأخذ قسط أكبر من النوم، وممارسة تمارين رياضية، وعدم الذهاب إلى أي مكان فيه ضوضاء. خلال الأسابيع اللاحقة، فعلت كل ما اقترحوه - ما يعني أنني نادرا ما كنت أخرج. كان ذلك مساعدا، وكانت بعض الليالي أكثر هدوءا والصفير أقل، لكنني شعرت بالعزلة.قد يبدو هذا مألوفا. فنحو واحد من بين كل ثمانية أشخاص يعيش مع طنين مستمر في الأذن. يمكن أن يكون بشكل رنين أو أزيز أو تشويش أو طنين أو دمدمة، ثم هناك طنين نابض، وهو يترافق مع تواتر النبض. في المنتديات الخاصة بالذين يعانون من طنين الأذن، هناك نصيحة واحدة يرددها الجميع: لا تفكر في طنين الأذن. إنني أحاول. لكن الأمر يشبه قول أحدهم، "لا تفكر في القرد"، ولكن القرد موجود، وأنت تفكر به.وبينما أحاول إيجاد طريقة للتعايش مع هذه الضوضاء الجديدة، بدأت في التحدث عنها إلى مزيد من الأشخاص، وبعد أن أخبرهم عن الجزء المعطوب من جسمي، كانوا يخبرونني عن الأجزاء المعطوبة لديهم.لست وحدك
كانت الأحاديث استثنائية. سمعت خلالها عن محاولات تشخيص حالات مرضية استغرقت عقودا، وظروف صحية لم أكن أعرف قبلا بوجودها، وعلاجات لم أكن أعتقد أنها ممكنة. لكن أكثر ما كان يهمني هو الشفاء - بعد التشخيص والعلاج، كيف يمكن يمكنك تمالك نفسك واستعادتها من جديد؟ وبدأت في التفكير في مدى ضآلة ما نشاركه عن تلك اللحظات. نعم، قد نخبر أصدقاء في الحانة او المقهى عن مرض أو عملية جراحية، لكننا غالبا ما نتناول الأمر بشكل عابر. من الصعب نقل التفاصيل العميقة - الهلوسة، والخوف الشديد عندما تكون جالسا في غرفة على وشك سماع نتيجة التشخيص، والراحة المذهلة عندما تجد طريقة للتعامل مع شيء كنت تعتقد أنك لا تستطيع التعايش معه.ومن هنا أتت فكرة سلسلة الحلقات الإذاعية (البودكاست) الجديدة التي تحمل اسم "الغرفة 5". بدأت في تسجيل المقابلات: أخبرتني بيكس (طالبة جامعية) عن قلقها وهلوساتها والتي أدت إلى تشخيص حالتها. وأخبرني جون، وهو رجل أعمال، عن حكة غريبة في قضيبه بدأت في حديقة ألعاب، كما حكت لي سيرينا عن قرار صعب كان عليها اتخاذه بعد التشخيص، وأخبرتني جافاندرا كيف توصلت إلى التصالح مع صدمة تعرضت لها في الطفولة، وكذلك أخبرني جويل عن حالته النادرة التي طورت فهمنا للتقمص.لقد مر عامان على خضوعي للجراحة في أذني. كانت هناك أوقات ندمت فيها على إجرائها، عندما كنت اعتقد أنني لن أتعلم أبدا العيش مع صفير الغلاية المستمر. لكنني مثل أشخاص كثيرين يعانون من طنين الأذن المستمر، وجدت طرقا للتأقلم. الآن، لم أعد نادمة على الإطلاق. بل على العكس، أشعر أنني محظوظة لأنني أعيش في وقت يمكن فيه لجراح ماهر أن يعيد إلي السمع.قد لا تكون العملية أسفرت عن إصلاح كامل خال من التعقيدات، ولكن غالبا هذا ما يكون عليه الأمر. تذهب إلى غرفة الفحص، يتم تشخيص إصابتك بحالة ما، وتتلقى العلاج، ودائما ما يبرز شيء ما غير متوقع، وقد تتغير إلى الأبد. هناك اختصاصيون يقدمون لك الدعم خلال فترة التعافي، الأطباء، والمعالجون الفيزيائيون، والمختصون بإعادة التأهيل. ولكن في النهاية ستكون وحدك، وعليك أن تجد الإجابات غير الموجودة في كتب الطب.سيجلس كثيرون منا يوما في غرفة الفحص، وستعطى لهم نتيجة تشخيص حالتهم. بالنسبة لي، كانت تلك الغرفة ذات الرقم 5. بالنسبة لك، ربما كان رقمها مختلفا. أو ربما لم يحدث ذلك بعد. ولكن إن حدث ذلك، آمل أن تساهم القصص الموجودة في الغرفة 5 في إرشادك للسير على الدرب خلال كل ما قد يأتي.frontend.menu.post_tags :
لماذا تستخدم سماعات أذني إلا في أذن واحدة؟