Mar 17, 2023 uavuav

مصطفى أمين يعترف: هرّبت أموالى الخاصة من مصر بواسطة ضابط المخابرات الأمريكية

العدد الأسبوعي

Advertisements■ عرضت عليهم الاستفادة من وجود على فى لندن فاتصل به رجلهم هناك بعد أن كتبت له خطابا بخط يدى أشجعه على ذلك! ■ شبكة من بعض الصحفيين ساعدتنى بغير علمهم فى جمع المعلومات التى كنت أنقلها للأمريكان!صلاح نصر فى خطابه إلى مصطفى أمين:■ أتحداك أن تطلب إعادة المحاكمة فى القضية الدامغة التى أدانتك جاسوسا لواشنطن ■ اقتبست قصص التعذيب الوهمية من وصف الجاسوس العالمى رونالد سميث بعد أن قبض عليه الجستابو النازى ■ لو كان عبدالناصر كلفك بنقل الأخبار للضابط الأمريكى فلماذا أمر بتحويل القضية إلى المحكمة؟ ■ لم تغرق المخابرات فى الشهوات وإنما غرق فيها من كان يملك ثلاث جرسونيرات يتردد عليهم أكثر من مرتين يوميا ■ تباهيت أمامى بعد القبض عليك بعلاقاتك الجنسية وقدرتك العارمة! ■ ماذا تسمى إنسانا يدخل البيوت صديقا ويعتدى على الحرمات؟هيكل:■ سعيد فريحة حمل صناديق التفاح والأطعمة الفرنسية إلى مصطفى أمين فى طرة ■ مصطفى أمين قضى فترة العقوبة فى المكتبة فقلت له فرصة أن تقرأ كتابالم تتردد السلطة الجديدة التى حكمت مصر بعد ثورة يوليو فى اعتبار الأخوين مصطفى وعلى أمين من حاشية الملك فاروق فاعتقلتهما فى 27 يوليو 1952.وضغط محمد التابعى وكامل الشناوى ومحمد حسنين هيكل على جمال عبد الناصر ليفرج عنهما.. واستجمع مصطفى أمين كل مواهبه وقدراته ليثبت ولاءه للعهد الجديد.. بل.. لم يتردد فى أن يرسل متطوعا بتقاريره الإخبارية والسياسية إلى جمال عبد الناصر الذى وصفه بأنه ضابط مخابرات من الدرجة الأولى.لم يشعر عبد الناصر بارتياح مما يفعل مصطفى أمين وعبر عن ذلك لـ هيكل قائلا:إننى أعرف أنه ينقل أخبارا من هنا إلى هناك ومن هناك إلى هنا وذلك ممكن ومفهوم ولكن القضية هى لمن ولاؤه فى النهاية لهنا أم لهناك؟وفيما بعد كتب مصطفى أمين إلى عبد الناصر قائلا: إنه يصلح أن يكون مديرا للمخابرات بدلا من صلاح نصر.ولكن.. تلك الخبرات الخاصة فى الحصول على المعلومات السرية ــ بحكم موهبته الصحفية ــ اتجهت فى النهاية لخدمة المخابرات الأمريكية ممثلة فى رجلها بروس تايلور أوديل الذى مارس نشاطه فى مصر تحت غطاء دبلوماسى ملحقا بالقسم السياسى فى السفارة الأمريكية.وكان أوديل قد طرد من العراق قبل أن يأتى إلى مصر فى أعقاب الثورة على عبد الكريم قاسم وتولى السلطة عبد السلام عارف.. وما أن وضع أوديل قدميه فى القاهرة حتى أبلغتها سلطات الأمن فى بغداد بحقيقة عمله الخفى.. حسب كتاب تيم وينر ميراث الدم.. التاريخ السرى لوكالة المخابرات المركزية.بعد القبض على مصطفى أمين كتب بنفسه خطابا إلى عبد الناصر من ستين صفحة يعترف فيه بعلاقاته القديمة بالولايات المتحدة.. وأن يكتب متهم خطابا من ستين صفحة يعنى أنه لم يتعرض إلى ضغط أو إرهاب وهو يمسك بالقلم منطلقا.. متدفقا.. بل إنه بدا مستمتعا بسرد التفاصيل الصغيرة والخطيرة التى ضاعفت من إدانته.فى عام 1935 عين والده وزيرا مفوضا فى واشنطن وسافر معه ودرس العلوم السياسية فى جامعة جورج تاون ليتعرف على شباب الدبوماسيين الذين أصبحوا يشغلون أهم مناصب السفارات الأمريكية فيما بعد.وعندما اشتغل بالصحافة جدد صداقاته معهم خاصة خلال الحرب العالمية الثانية حين حضر كثيرون منهم مع جيوش الحلفاء إلى مصر.. ولعل أشهرهم كيرميت روزفلت مسئول الشرق الأوسط فى وكالة المخابرات المركزية ومساعده أرشيبالد روزفلت وقدمهما إليه الدكتور فؤاد صروف عميد الجامعة الأمريكية وقتها وجرى التعارف فى مكتب مصطفى أمين فى مجلة الاثنين وكان رئيسا لتحريرها.وبعد الثورة زادت علاقته بكل رجال الوكالة فى مصر والمنطقة.. مثل مايلز كوبلاند وإيكل بيرجر وبيل ميلر وريموند هير.. وكانوا يترددون داره الصحفية وعلى بيته.. وفى مقابل أخبار يحصل عليها كان يكشف لهم عن أسرار كانوا فى حاجة لمعرفتها.ولو كان الولاء مزدوجا خلال السنوات الثمانى الأولى للثورة فإنه بعد تأميم الصحافة ــ فى عام 1960 وسيطرة الشيوعيين على أخبار اليوم ــ أصبح الولاء منفردا.. وبظهور أوديل على المسرح ارتمى مصطفى أمين فى حضنه مستسلما وكأنه وجد طوق نجاة وسط أمواج سياسية وصحفية تتلاطم حوله وتكاد تبتلعه.فى الوقت نفسه بدأ يفكر فى الخروج من مصر ليصبح محررا متجولا حتى تنتهى سيطرة الشيوعيين على أخبار اليوم.ويبدو أنه مهد لذلك بتهريب ما يستطيع من أموال بمساعدة أوديل نفسه.. وكانت تلك الخدمة بعضا من الثمن الذى حصل عليه مقابل تورطه فى التجسس.يروى مصطفى أمين فى خطاب الاعتراف: إن أوديل قال لى إنه لو أراد أن يكون مليونيرا لاستطاع ذلك فإن كثيرين من الدبوماسيين يعملون فى التهريب ويربحون أرباحا طائلة.ويضيف: وبعد ذلك طلبت منه أن يأخذ خمسة آلاف جنيه ويحولها إلى لندن فقال إنه ممكن يحولها بصفة شخصية ــ رغم تعليمات السفير المشددة فى عدم جواز ذلك ــ بواسطة صديق له يسافر إلى بيروت وفى هذه الحالة يجب أن تحول إلى ليرات ثم إلى جنيهات إسترلينية فى السوق السوداء وذلك نظير عمولة بسيطة.وسلمه الخمسة آلاف جنيه فى شهر مايو «1965» وطلب منه أن يودع المبلغ فى بنك ميدلاند «لندن» وأبلغه بعد ثلاثة أسابيع بنجاح التهريب.وبعد ذلك سلمه خمسة عشر ألف جنيه على دفعتين.. دفعة عشرة ودفعة خمسة واتفقا على أن يحولها إلى ليرات فى بيروت ثم إلى دولارات ويفتح له بها حسابا باسمه فى بنك بيروت.. وكان المفروض أن يبلغه باسم البنك ولكن قبض عليه قبل ذلك.لم يكن تهريب أمواله الفائدة الوحيدة التى جناها مصطفى أمين من خدمته لضابط المخابرات الأمريكية.. كانت هناك فوائد أخرى سجلها على نفسه بنفسه:إنه حصل على امتياز إصدار مجلة المختار من الناشر الأمريكى ريدر ديجست وكانت تدر على أخبار اليوم مبالغ طائلة سنويا.وحصل على امتياز طبع مجلة الصداقة الأمريكية ليضيف إلى أرباح مؤسسته الكثير.وانفردت أخبار اليوم بنشر إعلانات شركات أمريكية ثرية مثل أرامكو وبان اميركان وتى دبليو أيه.والأهم أنه حصل منه على أخبار عالمية انفرد بها طوال تعامله وضاعف ذلك من توزيع صحف أخبار اليوم وإيراداتها.لكن.. ما اعترف به مصطفى أمين فى خطابه إلى عبد الناصر عاد وتملص منه بعد أن أفرج عنه أنور السادات إفراجا صحيا.. فقد راح يروج لنفسه صورة الضحية التى ذبحتها المخابرات العامة.. ولم يتردد فى أن ينسب إليها ما يشين.. نشره فى كتابه سنة أولى سجن.. فقرر صلاح نصر الرد عليه فى خطاب أرسله إليه.. لكنه.. لم ينشره.. وظل الخطاب ــ الوثيقة نحو 42 سنة فى ملفات عائلة صلاح نصر حتى افرجت عنه.. لتعيد مرة أخرى تصحيح التاريخ بعد أن سعت عائلة مصطفى أمين بالكتاب الأخير الذى نشرته عنه إلى تزوير الوقائع معتمدة على أننا أضعف ذاكرة ولو كنا أقدم أمة.يكمل صلاح نصر رده على مصطفى أمين قائلا:إنه لا يرى فيما يقول أكثر من خيال سكير أثمل عليه الشراب أو مدمن مخدرات اختلطت أمامه المرئيات.ويستطرد: إنك حينما تتهم رجال المخابرات بالجهل والغرور وحينما تحاول أن تتحدث فى قضية لافون «قضية الخلية اليهودية التى خربت المؤسسات الأمريكية والبريطانية عام 1954» التى يعرفها رجل الشارع أو حينما تحاول أن تربط علاقتك بالمخابرات الأمريكية بتسرب إسرائيل إلى جهاز المخابرات العامة وعزل الرئيس عن أمريكا إنما لا ينم كل هذا إلا عن غرور وجهل ولقد وصل بك الخيال إلى نسج قصة ترشحك مديرا للمخابرات وربما ينطلى ذلك على العامة من الشعب ولكن لن يستسيغه أى إنسان مثقف عاقل فرئيس المخابرات لابد أن يكون وطنيا لا يتخابر مع جهة أجنبية ولو كنت تعلم رأى الرئيس عبد الناصر فيك لما حاولت التورط فى نسج هذه القصة.. لقد كان يطلق عليك لقب الأمريكى.إن أغلب ضباط الثورة يعرفون ذلك وسجلك الحافل موجود فى المخابرات فلنحاول أن نخرجه ونكشف ما به من أشياء.إنك تعترف بنفسك بأنك كنت تبلغ الرئيس عبد الناصر بما تسمعه من أخبار السياسة الأمريكية ولكن الأمر كان غير ذلك.. هل تعلم أن الوسيط الذى ينقل المعلومات بين طرفين يطلق عليه فى المخابرات لقب عميل مزدوج؟على أنك تحاول فى كتابك أن تستدر عطف القارئ بأسلوب غير كريم موهما إياه أنك كنت مكلفا من الرئيس الراحل عبد الناصر بالاتصال بالأمريكيين وإننى لم أكن أعلم بهذا الاتصال وبأننى نقمت عليك لأن الرئيس عبد الناصر رشحك للمخابرات.ونترك خطاب صلاح نصر قليلا لنعرف كيف قضى مصطفى أمين سنوات السجن.. لقد أذن جمال عبد الناصر للصحفى اللبنانى سعيد فريحة بزيارته فى طرة.. ورافقه فى الزيارة محمد حسنين هيكل الذى نشر تفاصيلها فى كتابه بين السياسة والصحافة فى حياة مصطفى أمين حتى دون أن يتلقى تكذيبا منه.كانت الزيارة فى الساعة العاشرة من صباح يوم 21 سبتمبر 1968.. وعلى باب السجن كان ينتظرهما المأمور.. وحمل اثنان من الجنود صناديق التفاح وغيرها من المأكولات الفرنسية التى جاء بها سعيد فريحة.ويضيف هيكل: ولم تمض غير دقائق حتى كنا نقوم بجولة فى السجن ودليلنا فيها هو مصطفى أمين الذى كان يمشى وسطنا ومن حولنا مأمور السجن وبعض الضباط.. وذهبنا إلى المكتبة.. وكانت المكان الوحيد الذى تقرر أن ينفذ فيه مصطفى أمين عقوبة السجن مع الشغل.. شغله كان المكتبة.. وداعبته قائلا: على الأقل تقرأ بعض الكتب.. وضحكنا.. فقد كنت ألومه مرات فى الأزمنة الخوالى لأن قراءته كانت مقصورة على الصحف والمجلات لا تتعداها.لكن.. مصطفى أمين الذى قضى سنوات سجنه فى المكتبة.. وتناول التفاح والأطعمة الفرنسية فى زنزانته راح يخترع قصصا غير عادية عن تعرضه للتعذيب نشرها فى كتابه.. ليرد عليه صلاح نصر فى خطابه قائلا:لقد وصفت التعذيب المزعوم بصورة تمثيلية وهنا أود أن أسجل عدة نقاط:أولا: إن كل نشاطك كان معروفا لى بالتفصيل فلم يكن الرئيس عبد الناصر يخفى شيئا عنى وإن كل اتصالاتك كانت مسجلة.ثانيا: إن عمليات التعذيب التى قمت بوصفها يبدو أنك اقتبستها من وصف رونالد سميث الجاسوس العالمى للتعذيب الذى تعرض له من الجستابو الألمانى، فإن ما كتبه بما يقوله سميث فيما يلى:لقد تحملت التعذيب على ثلاث فترات منفصلة: الأولى لسبع عشرة ساعة والثانية لتسع ساعات والثالثة لثلاث ساعات.. على أن النقطة التى لم أعد أحس عندها بالألم حدثت فى التجربة الأولى بعد ساعتين.. وفى المرة الثانية وصلت إلى نقطة فقد الشعور بعد أربع ساعات.. وفى المرة الثالثة كانوا قد ربطوا حبلا حول خصيتى ومد إلى الارتفاع الذى تصل إليه رأسى وعقبى فى أثناء احناء ظهرى فى وضع دائرى.. ويستمر وصف التعذيب على المنوال الذى سجلته فى كتابك.. لقد خانك الاقتباس والخيال هذه المرة.. ذلك أن رونالد لم يكن مريضا مثلك.. وإنما كان يتحمل التعذيب.. دلنا على أى طبيب.. هل حالتك الصحية كانت تتحمل التعذيب الذى نسجه عقلك وأحقادك؟.. أليس مضحكا ما تقوله عن المتفرجين الذين يشاهدون أعمال التعذيب؟.. هل المخابرات كوليزيوم الرومان؟.. إن المخابرات ليست مسرحا يا أستاذ مصطفى أمين.وقبل أن نواصل قراءة خطاب صلاح نصر نتوقف عند التسجيلات التى حسمت ارتباط مصطفى أمين بالمخابرات الأمريكية بل وسعيه لتوريط شقيقه على معها:فى مقابلة يوم الأربعاء 12 مايو 1965 يروى مصطفى أمين بصورة تلقائية لضابط المخابرات الأمريكى أوديل عن مهمة شقيقه على الذى كان يعمل فى لندن وتساءل:هل يهمك أن يبعث على برسائل حول العديد من الموضوعات؟أجاب أوديل: أريد التحرى بخصوص بعض الأمور لكن هل يعرف على من نحن؟ وهل سبق له أن اتصل بأحد رجالنا؟ويضيف أوديل ناصحا مصطفى أمين: يجب تجنب الإعلان عن هذا الأمر فى هذا التوقيت.لكنه يعود ويسأل عن موعد سفر على فيجيب مصطفى بأنه سيسافر خلال يومين.ويسأله أوديل: هل يرغب على فى أن يتصل بنا؟فيجيب مصطفى: على قال إنه مستعد لذلك إن أردتم أنتم.حسب رواية هيكل فإن على أمين انضم إلى الأهرام يوم 3 مايو 1965 وتقرر سفره إلى لندن ليكون مراسلا للصحيفة هناك.. وفى يوم السفر استقبله عبد الناصر فى بيته بحضور عبد الحكيم عامر.. وطلب على أمين أن يرسل إلى الرئيس ما يتلقاه من معلومات فى تقارير مشفرة.. لكن.. الرئيس رفض.. مؤكدا أن الشفرة للسفير فقط.. تاركا له الفرصة ليرسل بتقاريره إلى هيكل.وفى لندن أقام على أمين فى العقار رقم 30 شارع كلاركس بعد أن أعتمد مراسلا صحفيا من وزارة الخارجية البريطانية.وفى مقابلة يوم الأربعاء 12 مايو 1965 روى مصطفى أمين لـضابط تشغيله الأمريكى أن الملحق الصحفى فى السفارة البريطانية قابل شقيقه على قبل سفره وسمع منه ابتهاج السفير لتعيينه فى لندن قائلا: إن بريطانيا فى حاجة إلى وجود رجل مصرى مسئول.وسأل مصطفى أوديل: هل تهمك هذه المحادثات؟.. مضيفا: إن على بإمكانه أن يبعث برسائل حول العديد من الموضوعات ذات الاهتمام.وفى مقابلة يوم الأربعاء 26 مايو 1965 سأل مصطفى أوديل: هل هناك أخبار بشأن على؟.. أجاب أوديل: لا توجد أخبار ولكن ليست هناك مشكلة بهذا الشأن وإن ما يريدون التأكد منه هو هل على سافر بالفعل؟.. وأجاب مصطفى: نعم سافر.والغريب أن أوديل كان يعرف أن على سافر بالفعل وأنه أقام فى فندق هيلتون قبل أن ينتقل إلى مسكنه الخاص.وروى مصطفى إن آر أو الرئيس حسب الشفرة بينهما ــ اتصل به تليفونيا يوم الأحد 23 مايو 1965 فى حوالى الساعة التاسعة صباحا وقال له: إنه بالرغم من كثرة مشاغله فهو يريد مقابلتنا أنا وشقيقى على قبل سفر على إلى لندن وأنهما تقابلا بالفعل مع الرئيس فى المطار، حيث قال الرئيس لـ على إنه يعتبره السفير الفعلى له فى لندن.. وطلب منه أن يبعث إليه برسائل يقوم بتسليمها للسفير لإرسالها بدوره إما لسامى شرف بمكتب الرئيس أو إرسالها مباشرة إلى السيد الرئيس إذا كانت الرسالة سرية.وأضاف: إن السيد الرئيس قد أخبرنا أنا وعلى بأنه يريد تحسين العلاقات بين الجمهورية العربية المتحدة وبريطانيا وأنه مستعد لتسوية مسألة التعويضات.وتختلف هذه الرواية تماما عن الرواية التى نشرها هيكل.وفى مقابلة يوم الأربعاء 2 يونيو 1965: سأل أوديل: هل مازلت تعتقد أنه بالإمكان مقابلة على خارج لندن.. ورد مصطفى بالإيجاب.. وتساءل أوديل: كيف يمكن ترتيب ذلك؟.. فيجيب مصطفى: يقوم أحد الأشخاص بالاتصال به وبمجرد أن يقول له إنه من طرف مصطفى سيثق فيه.وفى مقابلة يوم الأربعاء 16 يونيو 1965: يسأل أوديل: هل تتذكر مقابلة زميل لى باسم آرشيبالد روزفلت خلال عام 1944؟.. فيجيب مصطفى: نعم.يقول أوديل: إن آرشيبالد هو رجلنا فى لندن.. ويضيف: إنه تبادل معه بعض الكلمات فتأكد أنه يعرف الشقيقين «مصطفى وعلى أمين» ولكن ليس متاكدًا من أن على سيتذكره الآن.ويرد مصطفى: لست متأكدا من أن على سيتذكره أم لا؟ لكنه غالبا يذكره جيدا.ويطلب أوديل منه أن يكتب خطابا قصيرا إلى شقيقه ليقوم بدوره بتسليمه إلى آرشيبالد يؤكد فيه أن مقابلة آرشيبالد فى لندن للتعرف بينهما وأن مقابلتهما لن تثير انتباه الجهات البريطانية لأنهما أصدقاء قدامى.ويقول مصطفى: ولكن سيكون الخطاب فى هذه الحالة بخط يدى.فيرد أوديل: طبعا يجب أن يكون بخط يدك وإلا فلن تكون هناك فائدة منه ونحن لا نعتقد أن الإنجليز يعرفون حقيقة آرشيبالد.وبدأ مصطفى فى كتابة الخطاب باللغة العربية وترجم ما كتب شفاهة إلى أوديل:عزيزى على:وجدت أن هذه أفضل طريقة للاتصال بك وأن هذا الرجل الذى يحمل هذا الخطاب سوف يقوم بدور رجل الاتصال وفى إمكانك أن تعتمد عليه فى كل ما تريد إرساله وفى كل ما تشاء وأن مسألة خروج الشيوعيين من الصحافة لا تزال كما هى ولم يطرأ عليها أى جديد ومن المحتمل ألا يتم أى جديد فى هذا الشأن قبل أواخر شهر سبتمبر القادم عندما يقوم آر بتغيير بناء الاتحاد الاشتراكى.وفى مقابلة يوم الأربعاء 30 يونيو 1965 قال مصطفى إن على اتصل به يوم الأحد وأخبره أنه لم يقابل آرشى حتى الآن وأن مصطفى سأله إن كان قد تسلم خطابه فأجاب على بالنفى.. وهنا قال أوديل: إن الأمر لا يدهشه لأن الخطاب سيمر على ست جهات مختلفة قبل وصوله إلى آرشى.وفى مقابلة يوم الاربعاء 7 يوليو 1965 قال أوديل: إنه ليس فى مقدوره أن يؤكد ما إذا كان آرشى قد قابل على أم لا حتى اليوم.. وأضاف: إنه تلقى من آرشى برقية بالرموز ترجمتها إننى أشعر بها فى قرارة نفسى ولكن لا تقلق فى وسعنا تناول الحالة.. وضحك مصطفى عقب سماعه الترجمة.كان واضحا أن مصطفى برغبته فى تجنيد شقيقه ــ تجاوز دور العميل الفرد إلى مستوى الشبكة.. بل إنه كما اعترف فى خطابه إلى عبد الناصر عقب القبض عليه بأنه استغل بعض الصحفيين ــ دون علمهم ــ فى الحصول على الأخبار التى كان ينقلها إلى أوديل.لقد كون جهازًا للمعلومات مؤلفًا من بعض الصحفيين القربين منه ولم يكن أحد من أعضاء هذا الجهاز يعلم أنه عضو فى جهاز سرى لجمع المعلومات وكانت هذه المعلومات ليست صالحة للنشر فى بعض الأحيان أو غير مسموح بنشرها.ولم يكن سعيه إلى تجنيد شقيقه الدليل الوحيد على تورطه فقد كشفت التسجيلات عن أدلة أكثر حسما:فى مقابلة يوم الأربعاء 2 يوينو 1965: ورد على لسانه أنه يفكر فى الحصول على إجازة طويلة.. ولكن.. أوديل أمره بالانتظار حتى يعود ويتصل به.. ولم يجرؤ مصطفى على الاعتراض.وفى مقابلة يوم الأربعاء 23 يونيو 1965 يقول له أوديل إنه إذا كان يريد أن يأخذ إجازة وأن يبقى معهم فى نفس الوقت، فالطريقة الوحيدة لذلك أن يعين فى منصب سفير متجول.. ويضيف: إنك أديت خدمات جليلة للولايات المتحدة الأمريكية ولا جدال فى ذلك.وفى مقابلة يوم الأربعاء 7 يوليو 1965 يقول مصطفى أمين: هناك سؤال لدى.. أريدك أن تسأل أصدقاءنا.. بفرض أننى أخذت إجازة فأى الأماكن يعتقدون أنه الأفضل لى أن أقيم فيها؟يسأله أوديل: من أى وجهة نظر تقصد؟ويجيبه: من حيث الأمن الشخصى.وحسب ما كتب مصطفى أمين فى خطاب الاعتراف فإن أوديل لم ينصحه بالسفر إلى بيروت قائلا: هناك حياتك لن تساوى أكثر من حفنة ليرات.وفى أكثر من مصدر ادعى مصطفى أمين أنه كان يلتقى بصلاح نصر فى مكتبه ليوحى بأن ما يدعيه من معلومات مأمونة المصادر.. هنا نقرأ شهادة صلاح نصر نفسه فى الخطاب الذى أرسله إليه:تدعى أنك قابلتنى فى المخابرات أكثر من مرة وأننى استقبلتك حينما حضرت.. ولو تذكرت جيدا لعرفت أننى لم أقابلك فى حياتى إلا ثلاث مرات.. اثنتان قبل اعتقالك.. ومرة واحدة أثناء التحقيق معك.. وذلك حينما حضرت لك فى غرفة تحقيق النيابة بعد بدء التحقيق بأسبوع.. وسألتك عن أحوالك فأبديت كل الرضى.. وأخذت تتحدث معى عن علاقاتك الجنسية وقدراتك العارمة.ليست المخابرات يا سيد مصطفى هى التى كانت مهتمة بهذه الأشياء لأن نتاج عملها يشير إلى غير ذلك رغم أنف الخونة والحاقدين.إن نقمتى المزعومة عليك ليس لها أى أساس يا سيد مصطفى كما تدعى لعدة أسباب:1 ــ إننى قبلت منصب رئيس المخابرات العامة مجبرا بعد محاولة يائسة مع الرئيس جمال عبد الناصر لمدة ساعة ونصف الساعة فى قصر الطاهرة مبديا اعتذارى عن قبول هذا المنصب.. ولما نفد صبره معى قال لى اعتبر هذا تكليفا من الثورة إلى رجل من رجال الثورة.. إن ما يعرف هذا من الأحياء السادة عباس رضوان وشمس بدران.2 ــ إنه ليس هناك مجال للتنافس بينى وبينك ولو اردت أن اصل إلى أرفع مناصب القمة لوصلت ولكن الثوار لا يبحثون عن ذلك ولا يتشدقون بما قاموا به فى سبيل وطنهم.. إن تاريخى فى الإعداد للثورة وفى قيام الثورة وما بعد الثورة أعتز به ومفخرة لأولادى.. ولتعلم أننى اخترت الطريق الشاق الوعر وتحملت نتائجه فى سبيل ما كنت أؤمن به.3 ــ إننى قدمت استقالتى للرئيس عبد الناصر عدة مرات لمواقف معينة ولا أقول هذا الآن إنما ذلك مسجل فى محاضر محكمة الثورة أى أننى كنت عازفا عن هذا المنصب وغيره.. بل أنا الذى تركته عام 1967 فى 26 أغسطس.. حينما تعارض وجودى مع أشياء أؤمن بها.وما أدهشنى حقا أنك لم تستطع خلال الكتاب أن تخفى حقدك الدفين على المخابرات.. فقد كررت كلمة سجون المخابرات عشرات المرات مع أنه ليس هناك سجون للمخابرات.. وكررت عبارتى صلاح نصر و«محاسيب صلاح نصر» مرات عديدة.. ولم يكن لى محاسيب أو شلل كما كانت تسود صحيفة الأخبار فى عهدك.كذلك كنت اتوقع منك ــ وأنت المثقف المتعلم المهذب ــ أن تراعى قواعد آداب الكتابة.. ولكن.. يبدو أن الإنسان حينما يفعم صدره برياح السموم يفقد توازنه فى التفكير واختيار الألفاظ.لقد اضحكتنى يا سيد مصطفى من أعماقى.. ذلك أن قصصك الوهمية ذكرتنى بصورة كاريكاتيرية حقيقية فى شبابى.. إذ كان هناك شيخ فى قريتى خفيف الظل لديه عقدة الاتصال بالحكام والتسامى على الفلاحين.. كان يجمع الفلاحين السذج على المصطبة أمام داره ويقص عليهم قصة مقابلة مزعومة مع الملك فاروق.. ويقول لهم كيف أنه كان يمر أمام سراى عابدين فناداه الملك من الشرفة.. ثم صعد إليه وأخذ يسأله عن أحوال القرية وعن أبنائها بالاسم.. بل.. وصل به الأمر أنه كان يمسك التليفون أمام الفلاحين ثم يتظاهر بأنه يتحدث مع الملك.. وبالطبع كان الفلاحون السذج يصدقون كل كلمة يقولها الشيخ الفشار.وتحاول أن تقول إن شرائط التسجيل مزيفة وملفقة وان المخابرات قامت بعمل مونتاج.. وأقول لك هنا أيضا إن حالتك تشابه قضية سكرتيرة جروتفل رئيس حكومة ألمانيا الشرقية التى استقيت منها هذه الفكرة.. لقد نسيت شيئا مهمًا هو أن لك قضية تخابر كاملة الأركان.. وأن هناك أدلة لا تستطيع أن تفك منها.. كما أنك تحاول أن تنفى تهمة التخابر فتقول إنك كنت تتصل بالمدعو أوديل بأوامر من الرئيس جمال عبد الناصر ولم تذكر للقارئ شيئا عن ضابط المخابرات الأمريكى بروس تايلور ولا غيره من ضباط المخابرات الذين كانوا من قبله.. بل.. لم تقل للقارئ شيئا عن المعلومات التى سلمتها للمخابرات الأمريكية.. ولم تذكر شيئا عن الشرائط التى سجلتها للرئيس عبد الناصر وسلمتها لهم.. ولم تذكر شيئا عن الأموال التى هربها لك ضابط المخابرات الأمريكى وما هو ثمن كل ذلك.«بعيدا عن خطاب صلاح نصر كان مصطفى أمين مكلفا بتسجيل أحاديث لجمال عبد الناصر تنفيذًا لتعليمات المخابرات الأمريكية لتحليل صوت الرئيس ومحاولة كشف حالته النفسية والصحية حسب ما ذكر مؤلف كتاب ميراث الدم.يضيف صلاح نصر: وإنه لعجيب حقا.. هل طلب منك الرئيس عبد الناصر أن تخون وطنك وأن تنقل للضابط الأمريكى معلومات تضر الدولة وتدعى أنك تحسن العلاقات بين مصر وأمريكا؟إن الذاكرة تسعفنى ببعض المعلومات من ملف قضيتك.. ما رأيك فى هذه المعلومات.. هل تسىء إلى العلاقات مع أمريكا؟.. أم تحسنها؟.. لقد اعطيتم معلومات كاذبة عن ضبط سيارة بها ديناميت معدة لنسف سفينة أمريكية محملة بالبترول.. أو عن شحن أسلحة إلى فيتنام عن طريق قناة السويس.. أو أن المصريين قاموا بتفجير آبار البترول فى ليبيا.. هل مثل هذه المعلومات تفيد العلاقات بين مصر وأمريكا؟.. لا أعتقد إلا أنك كنت تنشد استعداء أمريكا ضد وطنك.أما المعلومات السرية التى سلمتها لهم فملفك حافل بها.. هل أنت على استعداد أن تفتح ملفك؟إن الوحيد الذى كان يستطيع أن يقدمك للمحاكمة هو رئيس الجمهورية.. وإذا كنت حقا أرسلت له خطابك المزعوم وإذا كان الرئيس الراحل ــ وقد كانت أمامه القضية بأكملها ــ هو الذى كلفك بما تدعى وتزعم فلماذا قدمك للمحاكمة؟.. يا سيد مصطفى إننى اعرف المهام التى كنت مكلفا بها وقد استخدمت هذا التكليف كساتر يخدم أغراضك.إننى لست خصما لك وليس أحد من المخابرات خصما لك ولم يكن الرئيس عبد الناصر خصما لك.. إن خصمك هو الشعب الذى طعنته بما فعلته مع المخابرات الأمريكية.. إذا كنت بريئا فلتطلب إعادة المحاكمة.. وتأكد أننى سأكون سعيدا لو حكمت المحكمة ببراءتك.. إن ساحة المحكمة العادلة العلنية هى التى تكشف الحق من الباطل وتضع حدا لكل شىء.نقطة هامة أريد أن أذكرها لك وهى أن زملاءك من الصحفيين قد اطلعوا على ما ارتكبته فى نقابة الصحفيين وقد كلف الرئيس الراحل السيد حسنين هيكل ليشرف على ذلك.. إن كل شىء فى الصون.. وحتى لو لعبت يد فى هذه الوثائق فهناك نسخ غيرها لن تصل إليها يد العابثين.لا أريد أن أطيل وأسهب لأننى لو استطردت فى الكتابة لتطلب الأمر مؤلفا يزيد على حجم كتابك.. ولذا فإن هذا الرد بداية لما ستجىء به الأيام.. لقد أسرفت من قبل فى افتراءات سواء فى صحف ومجلات بيروت أو صحف مصر معتمدا على الأسلحة التى معك من أدوات النشر وعلى وجودى خلف الأسوار.. ولكن صمتى فى المرحلة السابقة كان مبنيا على أساس أن المهاترات التى كتبتها لا تسحق حتى النظر فيها.. أما الآن وقد استمرأت الافتراء أصبح لا مفر من الرد.. وثق أنه لن يتزعزع إيمانى عن الدفاع عن الحق حتى آخر قطرة من دمى.وقبل أن أنهى حديثى أوجه لك بعض التساؤلات أعتقد أنك تدرك ما وراءها:1 ــ هل المخابرات هى التى كانت تجمع المعلومات عن النواحى الشخصية للمواطنين؟ أم أن سيادتك الذى كان ينقل للرئيس عبد الناصر يوميا معلومات شخصية عن زملائه من مجلس قيادة الثورة والضباط الأحرار الذين لم يسلم أحدهم من لسانك؟.. هل تتذكر اسم رجل الثورة الذى أطلقت عليه اسم بروفيمو «وزير بريطانى اتهم فى فضائح جنسية وقضية مخابراتية» حين قلت عنه معلومات كاذبة؟2 ــ هل المخابرات هى التى كانت تخدم أصحاب السلطان أم سيادتك الذى كان ينقل أخبار زملائه من الصحفيين وعن علاقاتهم النسائية وحياتهم الخاصة؟3 ــ هل المخابرات هى التى كانت غارقة فى الشهوات واستباحة الحرمات أم أولئك الذين كانوا يمتلكون أكثر من ثلاث جرسونيرات؟ أم أولئك الذين يستغلون وضعهم فى إرضاء شهواتهم؟.. بماذا يمكنك أن تسمى الرجل الذى ساوم أخت ضابط فى الجيش على فض بكارتها لتعيينها فى صحيفته؟ وحينما رضخت المسكينة وقبلت أن تعطيه بقدر لا يضر مستقبلها كأنثى طردها؟.. وماذا تصف الإنسان الذى ينتقل من جرسونيرة إلى أخرى يوميا أكثر من مرتين؟.. وماذا تسمى الإنسان الذى يدخل البيوت كصديق ليعتدى على الحرمات؟.. هل تعرف قصة الصحفى الذى كان يقابل سرا سيدة شهيرة فى الزمالك؟.. هل تستطيع أن تذكر للقراء من السيدتان الشقيقتان المتزوجتان اللتان أقامتا معك ليلة اعتقالك؟.حقا إنك تتمتع بنسيم الحرية وإننى رهين المحبس وحقا إن معك كل أسلحة النشر وليس معى إلا إيمانى بالله والحق ولكننى أقوى منك إيمانا لأننا لا نزيف ولا نضلل.وأخيرا أؤكد لك أننى ما كنت أبغى أن أخوض فى هذه الأمور ولكنك الذى فتحت هذا الباب وأصبح لا مفر من أن يعرف القارئ الصورة بأكملها.وإلى لقاء آخر اختم رسالتى.لم ينشر مصطفى أمين رسالة صلاح نصر بل لم يشر إليها من بعيد أو قريب.. وما أن افرج عن صلاح نصر بعد شهور قليلة من كتابة الرسالة راح يسطر بالوثائق كتابا عن القضية تحت عنوان «حديث الإفك وعملاء الخيانة» لكنه لم يجد ناشرا له فى مصر فلجأ إلى بيروت.وجند مصطفى أمين جيوشا من الصحفيين راحوا يروجون لما ينشر وما يدعى.. وإن لم يقترب من الصحفيين الذين سمعوا تسجيلات القضية فى نقابتهم.. كما لم يقترب من الصحفيين الذين ناقشوا ما جرى له فى مؤسساتهم.لقد سمعت فى «روز اليوسف» التى عشت فيها ثلاثين عاما أن رئيس مجلس الإدارة فى ذلك الوقت أحمد فؤاد عقد اجتماعين مع المحررين لشرح ملابسات القضية قائلا:إن مصطفى أمين كان يقدم صفحات مكتوبة ضده شخصيا «ضد أحمد فؤاد» للعملاء الأمريكان وكذلك عن أفراد الحزب الشيوعى «المصرى».وأضاف: هذه القضية سوف تطول عددا كبيرا من العاملين فى الصحافة، بالإضافة إلى مجموعة من الأطباء ثبت أنها تتعاون معه.. كما ضمت القضية سيدة وبعض وكلاء الوزارات وقد أتيحت فرصة لكل من مصطفى أمين وهيكل لسماع التسجيلات التى قامت بها المخابرات.إن أجهزة المخابرات كانت تتبع أسلوبًا غريبًا للغاية حيث وضعت أجهزة التسجيل داخل أجهزة التكييف وأحيانا كانت تثبتها تحت الموائد التى كان يجلس عليها مصطفى أمين.. لقد استخدمت المخابرات أحدث الأجهزة فى عملية الكشف وتسجيل المعلومات.وعلق الصحفى فتحى خليل قائلا: إن رجال المخابرات مرتبطون بثورة يوليو وهم يعملون على بقائها لأن انتهاء الثورة معناه القضاء عليهم.وقال أحمد بهاء الدين: إن مصطفى أمين كان يحاول دائما أن يوهم الأمريكان بأنه على صلة وثيقة بالرئيس عبد الناصر.. وأن الرئيس يستشيره فى بعض موضوعات الشئون العامة.لكن.. أخطر ما حدث بعد أن تفجرت القضية كان شعور الرأى العام بأن الصحافة مهنة سيئة السمعة يجب تطهير الفاسدين فيها.. وربما.. ظلت الشبهات تطارد الصحفيين من وقتها حتى الآن.على أن هناك هجمة مضادة على سنوات حكم عبد الناصر سيطرت على البلاد بعد رحيله وشملت كل الأجهزة التى حكم معها.. وخلطت الأوراق فيها بتعمد جعل الخرافة حقيقة.. والحقيقة خرافة.مثلا.. خلط فيلم الكرنك المقتبس عن رواية لنجيب محفوظ بين شخصية مدير المخابرات وشخصيات أمنية أخرى.. ونتج عن ذلك أن نسب لصلاح نصر أنه كان يشرف بنفسه على عمليات التعذيب.. ولم يكن ذلك صائبا.. تماما.لكن.. الحقيقة فى النهاية ومهما طال الزمن لا تموت.

مصطفى أمين يعترف: هرّبت أموالى الخاصة من مصر بواسطة ضابط المخابرات الأمريكية