أول سعودية دي جي الدكتورة نوف سفياني: الطب علمني الانضباط فاتجهت للموسيقى
استطاعت المرأة السعودية، حينما أتيحت لها الفرصة، أن تثبت تفوقها في المجال الموسيقي كما فعلت في كافة المجالات التي دخلتها بعد تمكينها من قِبل القيادة الرشيدة.
حيث أظهرت الموسيقيات السعوديات حسَّهن العالي، ومشاعرهن المرهفة، واستطعن نيل إعجاب العالم كله بما قدمنه من إبداعات موسيقية.
ويبرز من بين هؤلاء الموسيقيات الد جي نوف سفياني، التي لفتت الأنظار إليها بعد خوضها العمل في هذا النوع من الموسيقى ذات الطابع العالمي، وأسهمت الإبداعات التي قدمتها في انتشار اسمها بمواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ظهورها في التلفزيون والمقابلات الصحفية.
"سيدتي" التقت نوف في حوار شيق، فتحدثت عن كيفية دخولها عالم الد جي، وإبداعها فيه، كما تطرقت إلى عملها طبيبةً، وهواياتها الأخرى، مثل الرسم والكتابة.في صغركِ، كيف كنتِ تنظرين لمستقبلكِ؟في صغري لم تكن لدي فكرة محددة عما أريد أن أصبح عليه في المستقبل. كانت لدي اهتمامات متنوعة لا يوجد بينهم أي رابط، مثلاً كنت مولعةً بالعلوم، والموسيقى والغناء، والرسم، وتصميم الأزياء، والتكنولوجيا، وكنت وما زلت طفلةً خجولة جداً، أقضي معظم وقتي في الرسم.
ما الاختصاصات التي تعملين بها اليوم؟أنا طبيبة أسنانٍ، وأعمل أيضاً مقدمة برامج في شبكة mbc، وتحديداً في برنامج "شباب هب" مع زملائي حنين تركستاني، وأيمن مطهر، ومحمود زيني، كما أعمل منسقة موسيقى "دي جي" ومنتجة أغانٍ حيث أقدم EDM أو electronic dance music وما زلت أرسم، وأقوم ببعض الأعمال الفنية.
طبيبة أسنان
لماذا اخترتِ طب الأسنان مهنةً رئيسية؟اخترت طب الأسنان لأنني أحببت هذا الاختصاص، وقد تعلَّمت من مهنتي مهارات الانضباط، وتحمُّل الضغوط، وفن التعامل مع الناس، وكيفية إدارة الوقت. طب الأسنان فرع مميز، صنع مني الإنسانة التي تعرفونها اليوم، إذ يستند إلى الفن، والدقة، والانتباه لأبسط التفاصيل، ومعرفة العلوم الأخرى، مثل الفيزياء، والكيمياء، ويوفر للطبيب والطبيبة إمكانية كبيرة للإبداع والابتكار.
شاركتِ في أكبر مؤتمر لطب الأسنان في الشرق الأوسط والثاني عالمياً، حدِّثينا عن ذلك؟عملت مع فريق من الأطباء في بحث علمي، اختير لل في المؤتمر عام 2017، لكنه مع الأسف لم يفز. ربما في المستقبل عندما أعود إلى الطب، وأجري بعض الأبحاث، أفوز بإحدى جوائز المؤتمر، خاصةً أنني كنت وما زلت مولعةً بالبحث العلمي، وسبق لي تكوين فريق بحثي من أفضل الأطباء الشباب، حيث عملنا دراسة بهدف تجميع أكبر كمية معلوماتٍ عن كامل المناطق السعودية، لكننا توقفنا بسبب اتجاهي للفن.
الفن، ماذا يعنيه لكِ؟الفن وسيلتي للتعبير عن ذاتي، والتواصل مع الناس دون كلمات. الفن رسالةٌ مقدسة بالنسبة إلي، وجزءٌ لا يتجزأ من كياني.
المشهد الفني السعودي اليوم عظيمٌ
كيف تصفين واقع الفن في السعودية اليوم، وماذا تتوقَّعين له؟المشهد الفني السعودي اليوم عظيمٌ، ويمتزج بجميع الثقافات العالمية، وعلى مستوى عالٍ من الإبداع والاحتراف، وأتوقَّع مزيداً من التألق والوصول إلى العالمية مستقبلاً.
هل تستطيعين التوفيق بين عملكِ وهواياتكِ؟أجد صعوبةً كبيرة للتوفيق بين عملي، وممارسة هواياتي، خاصةً عندما تتحول هذه الهواية إلى عمل بحد ذاته، لذا أضطر إلى الاختيار بينهما، وحالياً أضع كل اهتمامي على الموسيقى.
أنتِ أول امرأة سعودية تدخل مجال الموسيقى الإلكترونية، ما شعوركِ بذلك؟يشرَّفني أن أكون أول سعودية تخوض تجربةً فنية في مجال جديد محلياً، وأيضاً أن أكون ضمن قليلٍ من النساء في العالم اللاتي يعملن في الدي جي. من جهتي، لا يهمني أن أكون الأولى دخولاً إلى هذا المجال بقدر ما يهمني أن أصنع تغييراً حقيقياً فيه، وأن أقدم محتوى فنياً فريداً ومدروساً، وأصبح مصدر إلهام لكثيرين، وأسهم في تشجيع غيري على احتراف الدي جي.منذ كنت صغيرة وأنا أهوى الموسيقى وجمع الألبومات، وقد دفعني حبي للموسيقى الإلكترونية إلى محاولة تعلُّم الدي جي، وشراء الأجهزة الخاصة بها، وإتقان كل المهارات في هذا التخصُّص، لاسيما عبر الإنترنت.
أبرز المصاعب
خضتِ العمل في مجال غريب على الفتيات السعوديات، الدي جي، ما المصاعب التي واجهتكِ فيه؟هو ليس غريباً، لكنه غير شائع في السعودية ودول كثيرة في العالم، ولا أعلم لماذا. من أبرز المصاعب التي واجهتني في المجال، أن زملائي الرجال لا يأخذون عملي على محمل الجد، لذا أبذل جهداً مضاعفاً لإثبات نفسي، خاصةً أنني أتلقَّى الحب والتشجيع من كل المقرَّبين مني، وأعدُّ نفسي محظوظة.
كيف ينظر المجتمع السعودي إلى الفنانة اليوم؟يدرك المجتمع السعودي اليوم أننا في بداية موجة تغيير فكري واجتماعي، لذا أصبح يحترم ويشجع ويدعم الفن والفنانين أكثر من أي وقت مضى، ونعدّ أنفسنا محظوظين بمعايشتنا هذا التغيير.
كيف يختار الدي جي الأغاني والإيقاعات التي يمزجها مع بعضها، وكم يستغرق ذلك؟يعتمد ذلك على آلية عمل كل فنان. بالنسبة إلي أهتم بنوع الحدث، وطبيعة الجمهور، والوقت الذي ستقام فيه الحفلة، ثم أختار الموسيقى التي سأقدمها، وعادةً ما أستغرق من يومين إلى خمسة أيام لجمع ودراسة الأصوات والأغاني التي سأقدمها حتى يكون كل شيء متناغماً بنسبة 100%، وتكون جميع الأصوات والألحان ممزوجة بدقة ليعيش المستمعون أجمل المشاعر والأحاسيس.
ما الآلات الموسيقية التي تستمتعين عندما تسمعينها؟
أحب سماع جميع الآلات الموسيقية، فكل أنواع الموسيقى جميلة في نظري، مع تفضيلي البيانو بشكل خاص.
ما سر ارتداء الدي جي سماعات الرأس؟هذه السماعات لها أكثر من استخدام، مثلاً من خلالها يستطيع الدي جي سماع مكتبته الموسيقية، والأغنية المقبلة قبل الآخرين، إضافة إلى عزل الضجيج وسماع الصوت بشكل أوضح، خاصةً عندما يكون ترتيب مكبرات الصوت غير مناسب.
بوصفكِ دي جي شاركتِ في فعاليات عدة، هل هناك فروقات بينها؟الاحتفالات التي تجرى ضمن المواسم السعودية دائماً ما تكون متجددة، وتحمل في كل مرة مفاجآت مختلفة، لذا تتميز عن غيرها بالتأكيد.
كيف تصفين مشاركتكِ في المهرجان الضخم "ميدل بيست"؟"ميدل بيست"، كان أكبر مهرجان موسيقي في الشرق الأوسط، وفاق جميع التوقعات من ناحية التنظيم، وأرقام الحضور، والعروض الموسيقية والفنية التي قُدِّمت فيه. استمتعت كثيراً بمشاركتي في المهرجان، وسُعدت برؤية الشباب والشابات يتسابقون لحضوره، ما يدل على حبهم الموسيقى والفن.
ما دور هيئة الترفيه ومواسم السعودية في دعم المواهب الشابة؟كل الشكر والتقدير لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، وهيئة الترفيه على الجهود المبذولة لدعم الشباب الموهوبين في السعودية، وتحويل أفكارهم المبدعة إلى مشاريع حقيقية، وتوفير كافة متطلباتهم، وإعطاء المنصة للفنانين السعوديين للظهور أمام جمهورهم والعالم.
عدت إلى كتابة الأغاني
ابتعدتِ عن كتابة الأغاني وعدتِ إليها مجدداً، لماذا؟ابتعدت عن الكتابة لفترة من الزمن، لكنني عدت إليها مجدداً بسبب عملي في إنتاج الأغاني، وستسمعون تلك الأعمال قريباً إن شاء الله.
عملتِ في تقديم البرامج، كيف جاءت خطواتكِ الأولى في هذا المجال؟لم أتخيَّل يوماً أنني سأقوم بتجربة عمل مماثلة، لأنني لا أحب التحدث أمام الكاميرا، ولم يكن لدي اهتمام سابق بالإعلام، لكنَّ كل شيء تغيَّر بعد اختياري لتقديم برنامج "شباب هب" على شاشة "MBC"، وقد تعلَّمت من هذه الخطوة مهارات جديدة، وأصبحت أكثر جرأةً، وأحببت مجال الإعلام.
كيف تستعدين لتقديم برنامجكِ "شباب هب"؟"شباب هب" يركز على مواهب وإنجازات الشباب السعودي من الجنسين، حيث نستضيف عدداً من الشباب من مختلف المناطق السعودية، ونسلِّط الضوء على إبداعاتهم في الطب، والعلوم، والهندسة، والاختراعات، والأدب، والفنون والسينما، في أجواء عفوية، أما الاستعداد للحلقة فبسيط ومريح جداً، ودائماً ما نبدأ بالتعرُّف على المواهب الشابة التي سنستضيفها شخصياً، ونتحدث معهم عن موضوعات متنوعة.
رسامة أيضاً
في الرسم، كيف تختارين موضوعات اللوحات التي ستقومين برسمها؟أنا لا أختار موضوعات لوحاتي، بل أشعر بأنها تختارني، ودائماً ما أبدأ لوحاتي دون أي خطة واضحة، وأفضِّل اتباع أحاسيسي، وغالباً ما أتفاجأ بالنتيجة.
ما أكثر شيءٍ تحبين رسمه؟في الغالب يكون اتجاهي في الرسم تجريدياً أو تجريبياً، كما أجرِّب مواداً وتقنيات جديدة، وأجد نفسي أمثِّل "الازدواجية" ربما لأنها تعبِّر عن عيشي حياتين مختلفتين في وقت واحد.
يُقال "صاحب الصنعتين كاذب"، كيف كسرتِ هذه القاعدة، وهل تنوين خوض العمل في مجال جديد؟بل أقول "صاحب الصنعتين فنان". صحيح أن الشخص قد يجد صعوبةً في إعطاء 100% من جهده حينما يعمل في أكثر من مجالٍ في وقت واحد، لكنه يستطيع إحداث توازن بينها، وهذا في رأيي أمرٌ جميل، ولا مانع لدي في اكتشاف شغفٍ جديد مستقبلاً فالحياة قصيرة وعلينا أن نملأها بالتجارب الجميلة.
بدأتِ العمل في عمرٍ صغير، كيف واجهتِ الضغوط حينها؟تعلمت من أسرتي وجامعتي الانضباط، والجدية، وتحمُّل التحديات، وهذا ما ساعدني في تجاوز كل الصعوبات، وكنت دائماً ما أضع هدفي أمام عيني، وأجتهد لتحقيقه.
هل تفكرين في إطلاق مشروعٍ خاص بكِ مستقبلاً؟حالياً أعمل على إطلاق وكالة إدارة أعمالٍ للفنانين السعوديين، ومجلة إلكترونية فنية.مَن يدعمكِ في مسيرتكِ العملية؟لحسن حظي جميع مَن حولي يدعمونني، وهذا ما جعل الإعلام يسلط الضوء علي.
لا أحب النظر في المرآة كثيراً
ما معايير الصور التي تنشرينها في حساباتكِ بمواقع التواصل الاجتماعي؟صوري تعبِّر عن شخصيتي، وأغلبها تُلتقط من عروضي.
هل تبرز الكاميرا جمالكِ الحقيقي؟لا يمكن للكاميرا أن تكون بدقة العين البشرية، لذا دائماً ما نظهر مختلفين في الصور ومقاطع الفيديو، ومن جهتي، لا أحب الوجود أمام الكاميرا كثيراً، ومع ذلك يحدث العكس دائماً، فأجد نفسي أمامها بطريقة ما، ومع مرور الوقت تقبَّلت الأمر، خاصةً بعد عملي في mbc، إذ غالباً ما أكون محاطة بسبع كاميرات على الأقل. في البداية كنت أشعر بالهلع عندما أقف أمامها، لكنني تعوَّدت عليها تدريجياً.
ممن ورثتِ ملامحكِ؟من والدي ووالدتي الجميلين.
كيف تختارين ملابسكِ؟أحب الملابس المريحة والفضفاضة، لأنني كثيرة الحركة، وأتعاون في ذلك مع مصممين سعوديين، لأنهم الأفضل في رأيي، ويستحقون الدعم.
متى بدأتِ في وضع مستحضرات التجميل؟لا أتذكر تماماً، قد يكون حينما دخلت المرحلة الثانوية، لكنني لا أضع المكياج إلا عند الضرورة، وغالباً ما أظهر على طبيعتي.
ما أكثر ما تنظرين إليه في المرآة؟لا أحب النظر في المرآة كثيراً، وأرفض الهوس بالشكل الخارج.
كيف تحافظين على جمالكِ ورشاقتكِ؟ليس لدي روتين محدَّد. أتمرَّن خمس مرات في الأسبوع، وأمارس تمارين القوة واليوغا، وأحرص على تناول الأكل الصحي.
مَن كان يتغزل بملامحك دائماً؟قطتي "لوزي". كانت دائماً ما تتغزل بملامحي بطريقتها الخاصة، لكنني اكتشفت في النهاية أنها تحاول الحصول على الطعام فقط.
ما اللغة التي تحبينها، وهل تنوين تعلم لغة جديدة؟لا توجد لدي لغة معينة، لكنني معتادة على الحديث بالإنجليزية بحكم دراستي، ومحيطي متعدد الثقافات، وأتمنى تعلم اليابانية.
ما أمنياتكِ في 2020؟أتمنى أن يمرَّ بسلام.
ما مشروعاتكِ المستقبلية؟أعمل حالياً على إنتاج أغنية مع الفنان الفرنسي Yann Dulche، وأغنيات أخرى مع فنانين سعوديين
"القطة الفضائية"
اخترتِ لنفسكِ لقب "كوزميكات"، لماذا؟هذا اللقب يعني "القطة الفضائية"، وفي البداية اخترته من منطلق الدعابة، لكنني بقيت أستخدمه لحبي للقطط.