العدوانية السلبية.. ماذا لو كان ما يفصلك عن الجنون يوم عاصف لا أكثر؟
اختار الفنان "وليد عبيد" أن يُعنون تلك اللوحة التالية بـ "المواطن المستقر"، على الرغم من أن تفاصيل الرسم لا تحمل أي لمحة من الطمأنينة أو الاستقرار، إذ يجلس رجل يُشبه موظفي الحكومة شاخص البصر باستسلام مُتجهم، بينما يبدو ظله مثل جُثة مُتدلية من حبل مشنقة، هذا رجل ذو روح ميتة، بينما كل مُفردات عالمه تغرق بصمت وببطء مُرجف في بيروقراطية مكتبه المتآكل، منبه بلا عقارب، لا قيمة للزمن، طبول وطنية اعتادت عزف مقطوعات حماسية لكنها تثير الخمول واليأس رغم ذلك، جهاز التحكم بالتلفاز، هوية الرجل على المكتب مُلطخة بالدم، بينما جواره يرزح دولاب أوراق مُغلق، تشي لمحة مُختلسة منه عن عنف مقموع، دموي، أشياء مُخيفة مكدسة في الخفاء لكيلا تُفسد المشهد، وكاميرا مراقبة تنظر بترقب، تتفرّس وجه الرجل المستكين.
تمنحك اللوحة إحساس الحصار، هذا رجل مُستسلم يأسا أمام عين مُراقبة، بينما عالمه يتآكل ويغرق ببطء، المشاعر حبيسة الأدراج، واللوحة بأكملها تشي باحتقان سوف يستتبعه انفجار لا محالة أو غرق كامل لهذا الرجل حتى تبتلعه هُوّة لا نراها.
عندما تضغط زر غلاية الشاي، يُثيرك التصاعد في الغليان، صوت خفيض، ثم مُتململ، ثم ثائر، ثم تعلو صافرة لتُخبرك أن الماء بلغ ذروة غليانه، وتنطفئ الغلاية تلقائيا لتُفرِغ الماء في فنجانك. لا يملك الأشخاص المقموعون اجتماعيا تلك الآلية الذكية، في بعض المجتمعات يوشك الغليان أن يحدث، بينما سطح الحياة هادئ، لا يتململ، لا يثور، لا توجد إشارة واحدة للغليان، غلاية الشاي بدون هذا الإنذار الذكي تتحوَّل من اختراع مُريح لا تحتاج إلى أن تقف أمامه مُنتظرا إلى دراما مُرعبة تترقب في كل لحظة انفجارها، فيبدو الأفراد حولك في استقرار هادئ بينما عالمهم يغرق ببطء ودواخلهم تغلي في انتظار انفجار لا تسبقه صافرة إنذار.
تخيَّل ثلاثة أبطال في أزمنة مُختلفة وقارات مُختلفة وحكايات سينمائية مُختلفة، لا يجمعهم شيء إلا تلك الوحدة الشعورية، يشبهون غلاية شاي معطوبة بلا كوابح أو إنذار، غليانها غير ملحوظ وانفجارها يصعب توقُّعه، كلهم موظف خرج إلى المدينة ذات يوم لإنجاز شيء ما يتطلب التعامل مع البشر وبيروقراطية القوانين والأوراق والطرق، بنهاية اليوم صار الثلاثة خارجين عن القانون في سردية، وفي سردية أخرى صاروا أبطالا أناركيين يقودون تمردا كاملا ضد سرطان يقتل مدينتهم.
في فيلم وحيد حامد "الإرهاب والكباب"، نجد "أحمد"، موظف حكومي مصري، لا يُميزه شيء، متزوج ويعول طفلين ويعمل في وظيفتين لسد رمقه، نُسخة لا تستوقف النظر أبدا، تؤكد المشاهد الأولى ذلك المعنى حيث يبدو مثل نُقطة لا تُرى في طابور طويل، ثم مُعتصرا وسط العشرات في المصعد، ومدفوعا وسط طوفان من البشر يسير بقوة التيار حتى لو أراد التوقف، رجل بلا حول ولا قوة، لا يُميزه شيء، شديد المُسالمة، بتوالي الأحداث والعثرات تخونه أعصابه وينفعل مرة واحدة ليجد في يده سلاح جنود الخدمة وأمامه أعين مذعورة ومُنصاعة، وببراعة المخرج شريف عرفة، منذ لحظة الذروة تلك يتسيّد "أحمد" كل كادرات الحكاية، ويُستنطق من الغفلة للحضور، ومن الظلمة والتماهي مع وجوه شتى لبطولة اللقطة.
ومثلما تتسبَّب ذروة الحبكة في استدعاء البطل من مجهوليته للظهور، تُستدعى كل الشخوص من حضورها السطحي المُفرِط لتصير ثلاثية الأبعاد من لحم ودم، لا أحد في هذا الزحام الذي بدأت به الحكاية مواطن مُستقر كما يبدو، إنما يغلي في دواخله كبت ما على وشك الانفجار، صعيدي مُتخفٍّ بعد أن حقق عدالته بيده ضد مُغتصِب لأرضه، بعدما عجزت بيروقراطية الدولة عن منحه إياها، شاب سمين تعوزه الجاذبية، يفتقر للحب ويستكشف من خلال حديثه مع عاهرة بؤس حياته الجنسية، وجندي بسيط يقضي خدمة الوطن في الصبر على سادية اللواء الذي يعمل تحت إمرته. تتشابك أصوات الجميع وتتصاعد مثل جوقة مقهورين، يرتبك البطل ويحاول العثور على إجابة بسيطة تخصه وسطهم.
في فيلم "السقوط" (falling down) إنتاج 1993، يُقدِّم مايكل دوغلاس أحد أجمل أدواره في شخصية المهندس العاطل "ويليام فوستر" الذي يحاول الوصول عبر شوارع لوس أنجلوس إلى عيد ميلاد ابنته، يبدأ الفيلم بمشهد احتقان وشيك، سيارات مُكدسة في نهار حار ومُزدحم، بينما البطل حبيس سيارته مع ذبابة تثير جنونه، أضواء زاعقة تكاد تُحرض نوبة صرع، والركاب حوله في حالة بلادة كاملة، تبدو مُلصقات السيارات في لقطات مقربة خليطا سيرياليا يبعث على الغثيان:
في إخراج بديع يزداد احتقان الوضع حتى يترك البطل سيارته وسط الطريق ويترجل، ليُخرجنا معه من سجن المشهد المُزدحم.
على مستوى آخر من السرد نُدرك أن زوجة البطل في منزلها تطلب الشرطة وتُحذِّر زوجها من المجيء وتمنعه من رؤية ابنته، بعد تقديم الصورة كاملة يتركنا السرد مع البطل ومواقف شتى ليحكم المشاهد بنفسه على سلامة البطل العقلية، هل هو زوج مُحب يود الإسراع لأُسرته أم مُختل قادم لهم بالسوء؟
يستدعي الإخراج رسوم الجدران والمُلصقات والجرافيتي في عمق اللقطات باستمرار مثل لا وعي جمعي للمدينة، حيث في كل لقطة جرافيتي عنيف ملصقات سباب، لوحة شطيرة عملاقة على أرضية يسكنها المحاربون القدامى والمتسوّلون والجوعى، تلك مدينة على هدوئها تحمل عنفا كامنا في داخلها طافحا على الجدران، يتبدّى ذلك أكثر عبر تطور الحبكة، فمن خلال أحداث بسيطة في نصف نهار في مدينة مُسالمة يحصل البطل ببساطة على مضرب بيسبول ومطواة ثم حقيبة أسلحة نارية، دون تخطيط سابق، فقط سلسلة من المُصادفات التي يُمكن أن يواجهها أي عابر يومي في لوس أنجلوس.
على الرغم من الغضب الذي يختزِنه "ويليام" فإن منطق حديثه حاضر في كل مواجهة، مع بائع مُستغِل، مع قُطاع طريق يتحرشون به، مع متسول مُخادِع، مع طاقم مطعم يُقدم له شطيرة رديئة وبيروقراطية عرجاء تحرمه وجبة الإفطار التي فات على موعدها ثلاث دقائق فقط.
في عام 2014 قدّم داميان زيفرون تُحفته "حكايات برية" (wild tales)، حكايات مُخيفة وجامحة، لا يجمعها إلا شيء واحد؛ غضب مكبوت انفك عقاله، في واحدة من تلك الحكايات نجد "سايمون"، وهو مُهندس يعمل في تفجير المباني القديمة. تبدأ حكايته بمشهد مهيب لا يخلو من استعارة، حيث يضبط سايمون وضعية عبوات المُتفجرات في المبنى ويحيط أساساته بعناية، ثم يمنحنا المُخرج لقطة مهيبة للبناء قبيل لحظات من انهياره، يضغط سايمون الزر، تُقوَّض الأساسات ويغرق المبنى ببطء في ركام من تراب.
يصفّ سايمون سيارته لشراء هدية عيد الميلاد لطفلته، تقوم القاطرة بسحب سيارته ويذهب لاستعادتها، يحتجّ سايمون لأن مكان سيارته لم توجد به إشارة واحدة إلى أنه مكان مخالف، مثل قطع الدومينو التي تُسقط الواحدة منها التي تليها، يُفوت سايمون حفلة طفلته، تغضب زوجته، تُسحب سيارته مرة أخرى، ينفعل سايمون بشدة ويهاجم الموظف الذي يستقبل الغرامات، تُلتقط صورته، يصير موضوع فضيحة بالصُّحف، يخسر عمله وزوجته وحضانة طفلته، ينبهر سايمون لقدر هشاشة عالمه الذي حطمته مُعاملة حكومية واحدة لم يُفلِح فيها أن يقمع غضبه، همس له رجل عجوز يوم دفع مخالفته:
صاحت فيه زوجته:
يُسلب سايمون كل ما يحيا لأجله دُفعة واحدة، ويفقد المكابح التي تجعل غضبه كامنا، في مشهد تالٍ يشرب قهوته مع الكرواسون بينما تسحب القاطرة سيارته للمرة الثالثة بعد أن دس فيها المتفجرات سرا، لتنفجر ساحة السيارات الموقوفة بوصول سيارته، يُسجن سايمون وتمنحه الصحافة لقب "المفجر"، ويقترب منه الكادر بينما تبدو ملامحه لأول مرة منذ بدء الحكاية هادئة وصافية بلا غضب.
تتحدث "كريستين هاموند" عن سمات الشخصية التي تتعرّض لقمع يمنعها من التعبير المباشرعن الغضب، أو إظهار قدر من العدوانية الإيجابية التي لا بد أن يُظهرها المرء للتعبير عن استيائه أو المطالبة بحقه أو دفع ضرر، في حالة قمع الإنسان عن التعبير الإيجابي بهذا الشكل الصحي تلجأ الشخصية إلى أشكال من العدوانية السلبية، وهي إعادة تدوير الشخص المقموع لغضبه في صور سلبية أكثر ضررا من المُطالبة المباشرة بحقه، مثل تعامل الموظفين بالمماطلة والتسويف وإعاقة الإجراءات حال عدم رضاهم عن وضعهم وانسداد قنوات الاعتراض لديهم (1).
تتسم شخوص الأفلام الثلاثة الذين تعامل معهم الأبطال بسمات العدوانية السلبية التي تُميِّز المواطن المستقر من الخارج بينما يتعرّض للغليان بالداخل، في فيلم "السقوط" (falling down)، بينما يجوب "ويليام" شوارع لوس أنجلوس يتعرّض لمُماطلة البائع ليشتري إجبارا أي شيء بضِعف ثمنه ليسمح البائع أن يُعطيه فكّة نقود كافية ليتصل بابنته، كذلك يتعرّض "سايمون" في "حكايات برية" (wild tales) للبرود الوظيفي وهو يدفع غرامته، بينما يغرق البطل "أحمد" بأوراقه بين امرأة تُحضِّر الغداء وقت العمل ومُدّعٍ يُصلي ولا يلتفت لمصالح المواطنين، تسري البلادة في خلفية الأفلام الثلاثة بوصفها سمة مميزة لاضطراب العدوان السلبي، حيث يشعر الفرد أنه مقموع بالأساس وليس جزءا فعالا من شيء مُنتج، لذا يُوجِّه غضبه أو إحباطه الشخصي في صورة عدوانية مُتبلِّدة تحاول التكسُّب من الوضع اليومي بلحظات راحة أكثر أو إغاظة أو استغلال طالبي الخدمة.
لذا كانت البيروقراطية سمة مُميزة تتجلّى عبرها حبكة الحكايات الثلاثة، لأنها الوسط المثالي لظهور العدوانية السلبية، حيث إجراءات مُقامة بالأساس لتنظيم المعاش اليومي لملايين البشر تتحوَّل من محاولة للحل والتسهيل لتصير هي المُشكلة والبيئة المثالية لتمرير المقموعين عدوانيتهم على بعضهم بعضا، لذا صوَّر شريف عرفة شخوصه في مجمع التحرير عالقين في متاهة دائرية من كادرات علوية، ظهر مُحتجزو المجمع مثل فئران في متاهة دائرية ما يبدأ منها يعود إليها بشكل عبثي.
يُعيد كل فرد تدوير عدوانيته على الآخرين، فيصير الاجتماع البشري أكثر صعوبة وعطلا وتعقيدا، بدخول البطل السياق في الحكايات الثلاثة نفهم أكثر لماذا يبدو الأبطال الثلاثة شديدي الغُربة وسط الآخرين؟ لأن كل بطل في حكايته، ويليام وسايمون وأحمد، يُبدي عدوانية إيجابية، يعترض الواحد منهم بعلانية ومُباشرة في وسط اعتاد أفراده على قمع التعبير مع استبداله بالمداورة، على عدم المُباشرة، على القبول الغاضب وتنفيس العدوان بشكل غير سوي، تتبلور أكثر غربة كل بطل، فيبدو على ممارسته الاعتراض السوي هو المجنون وسط ركام البلادة وليس العاقل.
بتوالي الأحداث تُثير عدوانية البطل الافتتان، يمنح البطل صوتا للمقهورين للتعبير أكثر، فيتحوَّل وضع فانتازي يحتجز فيه الموظف "أحمد" الرهائن إلى انتفاضة سيريالية يتحالف فيها البطل مع الرهائن، تلمس الارتباك الحاضر في نفوس الجميع، لم يعتد أحد التعبير عن مشكلته بعدوان إيجابي، بغضب، تُستنطق كل شخصية بصعوبة مثل وليد يتلعثم في الكلام لأول مرة، وفي لحظة فانتازيا مُرتجلة يتوحّد مقموعون من خلفيات ومعضلات مختلفة على هتاف واحد "الكباب". وعلى الرغم من تفاهة الهتاف وبساطته بوصفه لذة آنية، فإنه لا يُفسد زهو اللحظة التي يُطلق فيها الجميع دواخلهم للخارج.
بينما في حكاية "سايمون" يتحوَّل المفجر إلى أيقونة أناركية، يصير وسما في مواقع التواصل الاجتماعي، يرسل إليه المعجبون رسائلهم ومشكلاتهم، يهتفون له ويدعونه إلى مزيد من التفجيرات، تتراجع حكاية سايمون الشخصية ويصير سايمون رمزا لتأصيل العدوان السلبي، فبدلا من أن يسب الفرد أو يغضب في حكايته الشخصية أو يتخذ رد فعل مُباشرا وجماعيا، يستدعي مُخلِّصا خياليا عبر وسم ليُعبِّر من خلاله عن الغضب، فيصير سايمون مثل مسيح ضحّى بحريته لأجل الجميع، مانحا إياهم رمزا للغضب، تأتي له عائلته في النهاية فيجلس مثل إله على مذبح وسط المسجونين، وتُقدَّم له الكعكة وتحتضنه ابنته، التي لم يكسبها بكونه أبا جيدا، بل بهيبته وتنصيبه إله الشغب في مجتمع مقهور.
في حكاية "ويليام" بقدر اضطرابه يُقابل شخصية أشد اضطرابا منه، وهو رجل لديه رهاب ممزوج بالاحتقار للسود والمثليين والنساء واليهود، مواطن شعبوي يُخفي في قبوه أسلحة وكتبا تُمجِّد النازية والشوفينية الوطنية، يتسنى له متابعة رحلة ويليام على مدار الفيلم عبر لا سلكي الشرطة، يرى في البطل نبيا يستحق الاتباع، يخبره ويليام أنه أميركي غاضب وحسب، أما هو فمعتوه مخيف ينتظر انفجارا بسيطا ليخرج مُبشرا بجنونه على رؤوس الأشهاد، يبدو قبو الرجل نموذجا مُصغرا لما يمكن أن يختزنه مجتمع مريض، دون أن تدري، يتمزق وجدان البطل ويليام الذي عمل مهندسا لسنوات لبناء الأسلحة ضد الشيوعيين، مواطن أميركي ملتزم شديد الوطنية، يُدرك في النهاية أن الأعداء والسرطان في الداخل الأميركي أضعاف ما يوجد بالخارج.
ينتهي اليوم في الأفلام الثلاثة، يُثيرك قدر الهشاشة التي تمزقت بها حيوات مستقرة في ساعات لا أكثر، تتأمل قدر الهشاشة التي يمكن أن يكون عليها عالمك، ليهزمه يوم حار أو معاملة حكومية، أو حياة وسط عدوان سلبي يمارسه أفراد مقموعون بالأساس، يُثيرك هاجس غلاية تعمل بكفاءة دون آلية إنذار، تُثيرك بالقدر نفسه أخبار الحوادث المحلية عن رجل يقتل زوجته لأجل وجبة غداء وآخر يعذب طفله ليكفّ عن البكاء، أسباب طفيفة لا تُفسِّر انفجارا ظهر وحسب لأن أفراده لم يملكوا صافرة تحذير، انفجارا يبدو مفاجئا لكن سبقه غليان على مهل، معاملة ما أو استفزاز بسيط كان زناده ليخرج.
في "الإرهاب والكباب" يخرج الرهائن وسطهم الموظف، تعلو وجوه الجميع ابتسامة، فقد كانوا أبطالا ليوم واحد، كانوا مستائين بشكل مباشر، أوقفوا سير اليوم البيروقراطي لساعات قليلة، شوهدوا، لحظهم أحد ولو بالشغب، وتناولوا وجبة فاخرة قدّمها المسؤولون، انتصار شخصي وثوري على بيروقراطية العيش التي لا تراهم، بينما وجد "سايمون" في زنزانته وسجنه الرمزية التي تشفي غضبه المتراكم كمسيح يتذكّره الغاضبون عند كل مخالفة، وانتهى ويليام غرقا بجسده بعد رحلة يوم حار في مدينة تُثير الجنون، تتساءل فقط:
——————————————————————————————
المصادر
- Helping to Understand the passive aggressive personality trait / christine hammond / propsychcentral.com