Dec 06, 2022 uavuav

11 سبتمبر 2001.. ما قصة طياريْن أميركيين كلفا بمهمة انتحارية؟

بعد ارتطام الطائرتين بالبرجين التوأمين بنيويورك في 11 سبتمبر/أيلول 2001، لم يكن لدى القاعدة الجوية الأقرب لواشنطن أي طائرات مسلحة، فكلفت طيارة شابة ومدربها بمهمة مروعة، الاصطدام بالطائرة الرابعة المخطوفة لمنعها من الوصول إلى هدفها.

ففي تصريح لصحيفة لوباريزيان Le Parisien الفرنسية أمس السبت، تعود الملاحة الأميركية المختصة بقيادة الطائرات الحربية هيثر بيني بذاكرتها إلى الوراء، لتتحدث عن المهمة البطولية التي قبلت القيام بها في 11 سبتمبر/أيلول 2001، عندما غرقت مانهاتن في حالة من الرعب.

تقول هيثر إنها كانت قد تخرجت للتو في مدرسة سلاح الجو قاعدة أندروز، الأقرب (حوالي 15 كيلومترًا) من واشنطن، وكان عمرها آنذاك 26 عامًا .

وتضيف "عندما أبلغ الطيارون المقاتلون بما حدث، كانت طائرتان مختطفتان من قبل الإرهابيين قد ارتطمتا بالفعل ببرجي نيويورك، لكن سرعان ما اتضح أن طائرة ثالثة ثم رابعة قد سقطتا في أيدي الجهاديين".

وتستمر هيثر في رواية أحداث ذلك اليوم "لكن ما جذب انتباه الجيش الأميركي هو بالذات الرحلة التابعة لشركة يونايتد إيرلاينز، التي أقلعت بالقرب من نيويورك، قبل أن تغير فجأة مسارها بعد 50 دقيقة في الجو وهي الآن في طريقها إلى واشنطن، ولم تعد تظهر، إذا يجب التصرف بسرعة".

11 سبتمبر 2001.. ما قصة طياريْن أميركيين كلفا بمهمة انتحارية؟

لكن المشكلة -تضيف هيثر- هي أن قاعدة أندروز ليس بها صواريخ يمكن للطائرات استخدامها، إذ إنها ليست من بين القواعد الأميركية الخمس الوحيدة التي يسمح لطياريها بالإقلاع مسلحين في حالة التأهب القصوى. علاوة على ذلك، كان عدد الطيارين الموجودين في القاعدة الجوية في ذلك اليوم أقل من المعتاد، لأن العديد منهم عادوا لتوهم من تمرين تدريبي.

وفي حالة الطوارئ هذه اضطر القادة للجوء لتلك الملازمة الشابة، التي لم تكن لديها خبرة قتالية حتى الآن، فوضحوا لها على جناح السرعة المهمة التي يجب عليها تنفيذها، لتندفع نحو طائرة "إف-16" (F-16) الخاصة بها، بدعم من مدربها الذي أقلع في طائرة أخرى إلى جانبها، وبدون صواريخ، كان الحل الوحيد لوقف تقدم الرحلة المميتة 93 التي كانت تندفع نحو العاصمة هو جعل الطائرتين المقاتلتين تصطدمان بها.

صدق على العملية بشكل عاجل ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي آنذاك، ولم يكن هناك شك في أنها مهمة انتحارية، ولن يتمكن لا ركاب الرحلة ولا الإرهابيين ولا الطيارين المقاتلين من النجاة من هذا الاصطدام، لكن الضحايا المحتملين لهجوم رابع سينجون.

وتتذكر هيثر بيني أن المجال الجوي كان فارغا كليا، إذ كان قد أخلي بشكل كامل بأمر من السلطات، وهنا بدأ البحث الطويل في الجو عن تلك الطائرة التي اختفت للتو عن أعين مراقبي الحركة الجوية والتي يمكن أن تظهر من أي مكان.

ولمدة ساعة كاملة، قامت هيثر وطائرتها تتحرك بسرعة ألفي كيلومتر في الساعة، بمسح المجال الجوي بحثًا عن تلك الطائرة، مع تعليمات بالاندفاع إلى مؤخرة الطائرة بينما يجب على مدربها التصويب نحو المقدمة، مع التأكيد على عدم محاولة القفز قبل الاصطدام بالهدف، فذلك قد يؤدي إلى تشويه المسار وإخفاق إصابة الهدف بشكل دقيق.

وفي النهاية، لن يجد الطياران المقاتلان تلك الطائرة أبدًا، ولسبب وجيه هو أن الركاب عندما فهموا ما يحدث، ثاروا على الخاطفين مما اضطرهم للاصطدام بمرج في ولاية بنسلفانيا وتتحول الطائرة ومن فيها إلى أشلاء.

وبعد 20 عامًا، تتذكر هذه الطيارة أنها لم تتردد لحظة واحدة، وكان اهتمامها منصبا فقط على الحدث "كنت أركز تمامًا على المهمة… والتأكد من عدم إفساد كل شيء.. ليس لدي انطباع بأنني كنت جزءًا من هذه القصة، ولكني بدلاً من ذلك كنت شاهدة عليها"، على حد قولها.