Aug 20, 2022 uavuav

الطالبة.. والنصاب الصغير! | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية

إيمانالبلطي

..رفضتأنتقاومإعصارًابداخلهاظليعتملأيامًاوليالي؛بأنهربمايكونوراءهذاالشابالذييجلسأمام«فرشة»أوترابيزهصغيرةيبيععليهاالأقلامبجوارجامعةالمنوفية،سرًاكبيرًاوبداوكأنهيستذكردروسهفيمشهدلفتالأنظار،قررتوهيالطالبةالجامعيةأنتخوضتجربةصحفيةفريدةمننوعهارغمصغرسنها،ولمالاففيالخديعةيكمنالمكروالشرأحيانًا،تخلتالطالبةالصغيرةآلاءالبريعنالهدوءوسارتوراءفضولهاالصحفي،فحملتسطورهاالتيأرسلتهاإليناتأملافينشرهاالكثيرمنالمفارقاتوالمفاجآت،وإلىنصرسالتها.

حقاًإنحياتنامنصنعأيدينافلانستطيعأننجنيمنهاإلابقدرمانزرعفيها..،

لاشكفيأنالنصابهوأكثرالناسكسلاًوفيالوقتذاتهيتميزبالذكاءوالمكر،فلايستطيعأنيكشفأحدأمرهبسهولة،فدائمًاماكنتأسمععنالنصابينوأقرأعنعملياتالنصبوالاحتيالعلىالمواطنينوغالبًاكنتأضحكوأسخرمنسذاجةهؤلاءالأشخاصفكيفيعطونكلأموالهملشخصلايعرفونعنهأيشيء،ولكنيلمأتوقعأبداًأنأكونواحدةمنهؤلاءالضحايا،بلوصلالأمرإلىالحدالذيأصبحتألومنفسيإذامررتبهولمأعطهالمالبلوكنتأحثزملائيمنالطلبةعلىمساعدته،وللأسفطلعتأناالمسكينةفيالنهاية،بلوكنتأكبردليلعلىصدقمقولةالكاتبالساخرالأمريكيالراحلماركتوين؛«أكثرالعناصرانتشارًافيهذاالكونالأكسجينوالغباء»!

الطالبة.. والنصاب الصغير! | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية

اللقاءالأول؛كانفينهايةالعامالدراسيالماضي؛حينظهروجهغريبمنوجوهالباعةالموجودينحولحرمجامعةالمنوفيةوالذينتعودناعلىوجوههمفهملايزيدونولاينقصونعددًا،فيبادئالأمرلميلفتهذاالنصابالصغيرانتباهيفهوكالباقينيظلبسخافةيلحعليناكينشتريمنهعبوةمناديلأوقلمجافأورصاص؛ولكنمعبدايةالعامالدراسيالحاليتغيرشيء،فهذاالولدالذيكانيحملكيسًاأصبحلديهمكانًايجلسفيهويضعأمامهشيئًايشبهالترابيزةواضعًاعليهاكلبضاعتهمنعلبالمناديلوالأقلاموكلالمستلزماتالتييحتاجهاالطالب،فكنتأدخلوأخرجمنالجامعةدونأنأعيرهحتىبصري.

فجأةرأيتهيجلبمعهبعضالكتبويضعهاأمامهعلىالطاولةوبشكلمتعمديحاولإظهارهابشكلواضح،وكأنهطالبعلميعملويذاكرفيذاتالوقت،وتأكيدًالمواصلةخداعهأحضرتابلتمعهلمدةاسبوعأواسبوعينوتعمدإظهارهلكييقطعشكناباليقينويثبتأنهطالبثانويثماختفىالتابلتفلمنرهيحملهمرةأخرى؛وقدنجحسلاحالتابلتفيجذبتعاطفالجميعوعلىرأسهمأنافأصبحنانعطيهأموالنابكلسلاسةورضا،ولكنخدعهالسحريةلمتقفعندهذاالحدفأصبحيبكيوينوحبصوتعاليوكنانلتفحولهوبالرغممنتكرارالمشهدأكثرمنمرةلميفشلأبدًافيكسبتعاطفالجميع،حتىأنيرأيتالعديدمنزملائيوهمينشرونبوستاتدعملهذاالفتىالمكافح،الذيينفقعلىوالدتهالمريضة،وهنابدأالشكيساورنيفهوأخبرنيمنقبل؛بأنهتركمنزلوالديه؟!

كشفالمستور

بدأتأسألهعناسمه،ولماذايعملفيهذاالسن؟!،فأجابنيأناسمه«ح»،طالببالصفالثانيالثانويوهويعملمنذكانبالصفالأولالإعدادي،الحكمةتقول«إنكنتكذوبًافكنذكورًا»؛نسيماقالهمنقبلفأخبرنيهذهالمرةبأنوالدهيتاجربالمخدرات،وأنهيرفضأنيكملتعليمهبمالحرامفطردهمنالبيتوهوالآنيعيشمعجدته،ثمأكملخداعهوقاللي؛بأنلديهامتحانغدًابالرغممنأنإجازةمنتصفالعامقدبدأتبالفعل،وفياليومالتاليذهبتإلىالجامعةولحسنالحظلميكنموجودًاكعادته؛فبدأتاسألالباعةحولهإنكانأحديعرفه؟!،إحدىالبائعاتقالتلي:»دهولدنصاببوشين،ثمطلبتمنابنتهاعمرها10سنواتأنتخبرنيماذاكانيقوللها؟!،فاستحتالطفلةأنتنطقثمأكملتأمهاقائلة:«كانبيقوللهاكلامقليلالأدب،ودائمامايفتعلمعناالمشاكلويشتمنيبكلامأنامشبقدرأردعليهوهويحملتليفونمحمولمنالمرسومعلىضهرهتفاحة»..

ذهبت الفتاهإلىبائعةأخرىوسألتهاعنهذاالفتى«ح»،فقالتلي؛«كانبيمثلعليناالطيبةوبعدينلمالقىالطلاببيتعاطفوامعاهبدأيشتمنيعلشانأردعليهوبعدينيعيطعلشانالطلابيتعاطفوامعاهويدولوافلوس،وفيمرةشتمنيبكلاموحشأنامستحملتشوقمتاتخانقمعاهفضربنيوقطعلىالطرحة،وبدأيصرخواتىالطلابواتهمونيبالقسوة،وفيمرةحفيدتيوقعمنجيبها50جنيهوعندمارأتهاإحدىالطالباتاعطتهالهافبدأيصرخويبكيويحملالترابويلقيهفوقرأسهويقسمبأنهابتاعته،ومنخلالكاميرايضعهاصاحبمحلملابسظهرتالحقيقة»،وبعدماأنهتالبائعةكلامهاأرشدتنيإلىالمحلاتالتييجلسأمامهاهذاالشاب،وطلبتمنيالدخوللأسألهم،فأكدواليكذبهوخداعه،وقالليواحدمنأصحابهذهالمحلاتالموجودةأمامالجامعة؛»هويأتينييوميًاإبـ400جنيهوأحيانًاأكثر،كيأجمدهمله،وفيمرةجاءليبمظروفوطلبمنيأنأضعهمعيكأمانةولكنيرفضتقبلأنأعلمماذايحتويهذاالمظروف؛فوجدتأنبه1900جنيه،وأخبرنيأنإحدىالسيداتأعطتهلهعنطيبخاطر،وفيمرةتانيةأتىومعههاتف»iPhone»ثمطلبمنيأنأخبره،كيفيفتححسابًابنكيًا،فأخبرتهبأنهيجبأنيكونلديهأولًابطاقةرقمقوميفأظهرهالي،وبعدهابأيامقليلةأظهرليكارتفيزابنك».

فأردتأنأقطعشكيباليقينوأنأريحضميريبالرغممماسمعته،فذهبتإلىأحدالأشخاصصاحبكشكقالواليأنهيعرف«ح»جيدًا،فقاللي؛»الحقيقةأنكلالموجودينهنالايستحقونأيةمساعدةفإذاأرادأحدأنيتصدقبأموالهفيجبعليهأنيختارالشخصالمحتاجبالفعلفبعضالناسينخدعونبمظهرهمهذافيعطوهمالأموال،رغمأنالأجدىأننتبرعإلىالجمعياتالخيريةزيمصرالخيرأوالأورمانمثلًا،أوالذهابإلىمستشفىشبينالكوموالتكفلبعلاجمريضولوبجزءصغيرمنالمال،ثماستكملكلامه؛أنهناكشخصايعرفأسرةهذاالشابجيدًا،فوالدهرجلطيبوقدطردهمنالمنزلبعدأنملمنتصرفاته،فقدرفضأنيواصلتعليمهواستسهلطريقالتسول،رغمأنالأبيعملوينفقعلىأسرتهأماهوفقررأنيسيرفيطريقالاستجداءمنالناسبدلًامنأنيعملأويتعلممهنةتقيهشرالسؤالطالماهولايحبالتعليموالدراسة،أنامتأكدوكلناايضاهنانعلمأنهذاالفتىلايحتاجمساعدةمنأحد،فهوليسمريضًاأوتلميذًافيالمرحلةالثانويكمايدعيويخدعبتصرفاتهطلابالجامعةوالمارةفيغدقونعليهالمال،فلماذالايعملأيعملشريفيجنيمنهالمالالحلالبدلاًمنالنصبعلىالآخرينوالتسولمنهم».

>>>الحقيقةالتيخلصتمنهافيالنهايةهي؛أننالانحتاجإلىفراسةكينكتشفهؤلاءالذينيستجدونالناسفيالطريقوهمأصحاءأمامنا،فهناكأولىبالصدقاتمنمسكنةهؤلاءالمتسولين،وادعاؤهمالحاجةوهمفيالواقعوالحقيقةنصابون.