وول ستريت جورنال: الطائرات المسيرة التركية ساعدت أنقرة على توسيع نفوذها الإقليمي وتشجيعها على اتباع سياسة أمنية وخارجية
نشرت وول ستريت جورنال (ًWall Street Journal) تقريرا قالت فيه إن الطائرات المسيّرة التركية، والتي تم إنشاؤها باستخدام تكنولوجيا رقمية ميسورة التكلفة، ساعدت في الانتصارات ضد القوات المدعومة من روسيا على أرض كل من سوريا وليبيا وأذربيجان.
وأضافت في تقرير طويل لها أن نجاح هذه الطائرات ساعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على توسيع نفوذه الإقليمي دون المخاطرة بأعداد كبيرة من القوات أو المعدات باهظة الثمن، وشجعته في سعيه الحازم إلى سياسة خارجية وأمنية أكثر استقلالية.
تكنولوجيا رقمية غير مكلفة
وكتبت الصحيفة تفاصيل كثيرة عن ميزات المسيّرات التركية. ومن ذلك أنها صُنعت بتكنولوجيا رقمية ميسورة التكلفة، وتدمر الدبابات والمركبات المدرعة، ومراكز القيادة ومواقع الهاون ومنشآت الرادار، وكذلك أنظمة الدفاع الجوي.
وأضافت أنها يمكنها التحليق بمفردها أو في مجموعة، وتفاجئ القوات المعادية، وهي مهمة غالبا ما تُخصص للطائرات الحربية باهظة الثمن، كما يمكنها البقاء عاليا وبهدوء لمدة 24 ساعة، وإيجاد ثغرات في أنظمة الدفاع الجوي والمساعدة في الضربات المستهدفة بالطائرات الحربية والمدفعية، فضلا عن إطلاق صواريخها الخاصة.
ثورة في المسيّرات
وقالت الصحيفة إن التطورات التكنولوجية والمنافسين العالميين وامتناع أميركا وإسرائيل وغيرها من تزويد تركيا بما تريد من مسيّرات متطورة، دفعت أنقرة إلى إنتاج بدائل غير مكلفة، ونماذج أحدثت ثورة في الطائرات المسيرة العام الماضي، وعلى رأسها طائرة بايراكتار تي بي2 (Bayraktar TB2) التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو من نطاقها الأساسي إلى حوالي 200 ميل.
وشبهت هذه الطائرة التركية بالبندقية الكلاشنكوف التي غيّرت الحرب في القرن العشرين، مضيفة أن مجموعة من 6 طائرات منها ووحدات أرضية ومعدات عمليات أساسية أخرى تكلف عشرات الملايين فقط من الدولارات، بدلا من مئات الملايين بالنسبة للطائرة إم كيو-9 (MQ-9) الأميركية.
أذربيجان وليبيا وسوريا
وساعدت المسيرة التركية أذربيجان العام الماضي على استعادة أراضيها في منطقة ناغورنو قره باغ التي كانت تحت سيطرة القوات الأرمينية المدعومة من روسيا لأكثر من عقدين، كما تقول الصحيفة.
وتضيف وول ستريت جورنال: وقد جذب انتصار أذربيجان انتباه المستوردين من تركيا، وأوقفت بعض الشركات والبلدان، بما في ذلك كندا، تصدير المكونات المستخدمة في "تي بي 2". وقال مسؤولو الشركة التركية المنتجة إنهم قاموا بدمج كاميرا تركية وتسريع العمل على محرك بديل، وهو أمر متوقع بحلول نهاية العام.
كما ساعدت "تي بي 2" الربيع الماضي في قلب مسار الحرب الأهلية الليبية لصالح الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، والتي تدعمها الأمم المتحدة.
وفي سوريا، حظيت هذه الطائرة باهتمام دولي أوائل 2020 حيث أوقفت تقدم النظام السوري، مدعوما من روسيا، نحو مدينة إدلب التي كانت تسيطر عليها المعارضة المدعومة من تركيا.
أوكرانيا وبولندا
وكانت أوكرانيا قد وقعت صفقة عام 2019 لشراء مسيّرات "تي بي 2" من تركيا، واستقبلت 6 طائرات على الأقل حتى الآن، وتجري كييف محادثات للإنتاج المشترك. وتقوم شركة أوكرانية بتصنيع محركات لأحدث طائرة من المسيّرات التركية طراز بايكار (Baykar) وهو نموذج أكبر بحمولة أثقل من "تي بي 2". وتأمل أوكرانيا أن تثبط هذه المسيرات غزوات الكرملين.
ومن جانبها قالت بولندا العضو بحلف شمال الأطلسي الشهر الماضي إنها ستشتري 24 طائرة "تي بي 2". وقال مسؤولون حكوميون وشركات تركية إن العديد من الحلفاء الآخرين بالناتو مهتمون بهذه المسيرات، وكذلك عدة بلدان بأفريقيا وآسيا.